ديربي التعاون والرائد هزيل
هناك أشياء رائعة في الحياة تستمتع كثيرا بمشاهدتها ومتابعتها، وهناك أشياء تسمع عنها خير من أن تراها. بعيدًا عن تعقيد الأمور أو تأزيمها، لنفتح ملف الديربي الذي جمع التعاون بالرائد قبل يومين وكانت أصداؤه حدث الشارع الرياضي قبل انطلاق صافرة البداية، هل تعثر التعاون بالرائد فخسر المنافسة على المقعد الآسيوي، أم تعثر الرائد بالتعاون فلم يستطع التقدم خطوة نحو المناطق الآمنة من شبح الهبوط؟ عموماً نتيجة اللقاء كانت مخيبة لآمال جماهير الفريقين، فلم يستطع التعاون الاستفادة من وضعه النقاطي ومركزه المتقدم في سلم الترتيب، ليقدم نفسه في هذه المباراة بشكل مغاير عن المباريات السابقة بين الفريقين، وكذلك الرائد لم يستطع التغلب على ظروفه الفنية ويقدم نفسه مع التعاون في مباراة تليق بمستوى الكرة في منطقة القصيم.
قطبا بريدة كانا بعيدين كل البعد عن مكانتيهما وسمعتيهما وجماهيريتيهما، فالتعاون الذي أبهر المتابعين والمحللين مع انطلاقة الدوري غاب عن المشهد في معظم مباريات الدور الثاني، أما الرائد فكان يعاني مرض تراكم الديون وشح المادة، الذي تسبب في عدم قدرة إدارته على ترميم الفريق في فترة الانتقالات الشتوية الماضية. الغريب والعجيب أن إدارة الفريق ركزت جهودها على دعوة الجماهير للملعب أكثر من تركيزها على تحسين أداء الفريق داخل أرضية الملعب، لأن الفريقين من وجهة نظري يمتلكان نجوما مميزين غابت مستوياتهم في تلك المباراة، عندما تحسن أداء النصر هذا الموسم، تحسنت معه النتائج فحضر الجمهور للمدرجات من دون تقديم أي دعوة لهم، وقدم جمهور النصر أروع العروض الجميلة التي أبهرت كل المتابعين.
الجميل والرائع في مباريات التعاون والرائد، أن معظم لقاءات الفريقين لم يشوهها أي تصرفات خارجة عن الروح الرياضية، وهذا يعني أن إدارات الأندية مع مكتب رعاية الشباب بالقصيم، تحاول دوماً توجيه اللاعبين والإداريين والأجهزة الفنية بضبط النفس داخل أرضية الملعب وخارجه، في حالة حدوث أي مواقف سلبية قد تعكر أجواء الديربي الذي تعتبره الرياضة السعودية ثالث ديربي بعد الهلال والنصر والأهلي والاتحاد.
أعتقد أن تدني مستوى مباريات التعاون والرائد يعود لتصاعد الزخم الإعلامي الذي يسبق اللقاء، وكذلك المناوشات الجماهيرية التي تحدث إما في الاستراحات وإما المدراس، أو عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، التي يطلع عليها معظم اللاعبين ويتأثرون بما يكتب فيها من نقد أو ذم أو مدح.
كلمة حق وشكر وتقدير لكل أعضاء المجلس التنفيذي لنادي التعاون، الذين وقفوا خلف ناديهم ودعموه بسخاء وقدموا العون المادي والمعنوي لجميع لإدارات التي تعاقبت على النادي خلال المواسم الأربعة الماضية، ليعلم الصغير والكبير أن تميز التعاون بتميز رجاله الأوفياء، فمهما اختلف التعاونيون في توجهاتهم ونظرتهم المستقبلية فلن يختلفوا في عشقهم للسكري، الذي يستحق التضحية والبذل والعناء والمشقة من أجل إسعاد جماهيره الوفية المخلصة، فلم تختلف قلوب التعاونيين يوما ما على محبتهم وتقديرهم لكل الرجال الذين أعطوا هذا الكيان الشامخ زهرة شبابهم، وبذلوا الغالي والنفيس من أجل توهج تعاون الأمجاد بين الكبار.
مقتطفات من مباراة الديربي
• حضور الجماهير في مباراة التعاون والرائد كان أقل من 5000 مشجع في مدينه يلامس عدد سكانها المليون نسمة!
• ارتفاع أسعار التذاكر وتذبذب مستويي الفريقين فنياً في الدوري وبيئة الملاعب الرديئة، كانا أحد أسباب العزوف الجماهيري عن حضور الديربي.
• تكليف طاقم أجنبي لإدارة مباراة التعاون والرائد أسهم بشكل كبير في عدم خوض منسوبي الناديين في الأخطاء التحكيمية، والتركيز على الحضور الجماهيري والمستوى الفني.