«الشورى» والمواطن .. لا تستغربوا
يتعرض مجلس الشورى لانتقادات واسعة في الشارع السعودي، ويصفه البعض بالسلبي في كل أمر يخص "المواطن"، بل يظلمونه أحيانا ويقولون إنه ضد كل قرار يصب في مصلحة المواطن ويحسن من وضعه.
للأسف الشديد في هذا النقد "ظلم" للمجلس، فهم ــ أي منتقدوه ــ لا يعلمون أن أعضاءه يخاطبون الناس عبر الأقمار الصناعية ولم ينزلوا في يوم إلى الشارع ليتحسسوا ما يعانيه الناس، ولم يقفوا ميدانيا على أي مشروع متعثر يهم الناس.
كيف نطالبهم بالإحساس بما نعانيه، وهم متعافون من "الفقر"، ولم يشعروا بأذية نفاد الراتب قبل نهاية الشهر على نفسية رب الأسرة، ولم يلجأوا في يوم للبحث عن "سلفة" ليطعموا أسرهم.
هم يعيشون في عالم آخر، كيف نطلب منهم الإنصاف وهم لا يعيشون معنا.. هم سالمون من القروض، وفي منازل بملكهم، ولم يعانوا من "الإيجار"، بل إنهم لا يعلمون أن 70 في المائة من السعوديين لا يملكون منازل.
بكل أمانة أستغرب استغراب البعض من عدم اهتمام أعضاء مجلس الشورى بشؤون المواطن، فهم لا يعلمون أن هناك هموما للمواطن كي يناقشوها، فأمر طبيعي أن تكون أغلبية جلساتهم مجرد مناقشة تقارير تصدرها الجهات الحكومية، قبل أن يتناولوا القهوة والشاي والمعجنات ــ طبعا على حساب المجلس لا على حسابهم.
هل تعلم صديقي "العاطل" ومن تعاني صباح مساء "الحاجة" والبحث في كل "جحر" عن وظيفة، أن مجلس الشورى لا يعترف بوجود البطالة في البلد، وأن أعضاءه يجزمون أن العاطلين والعاطلات مجرد "دلوعين"، وأن الوظائف متوافرة ولكنهم لا يرغبون فيها لأسباب ثقافية وعلمية. نعم لا تستغرب عزيزي العاطل وعزيزتي العاطلة ولا "تبحلقون" عيونكم، فهذا ما أكدته اللجنة الخاصة بمقترح مشروع نظام مكافحة البطالة التابعة للمجلس في إحدى جلساته.
هل تعلم عزيزي المواطن أن أكبر مشكلة في البلد يرى المجلس أنها بحاجة إلى حل سريع وتدخّل عاجل من الجهات العليا هي منح أعضائه وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى؟! فلا داعي للغضب ولا الحزن ولا تطالب من يعيش في كوكب آخر بحل مشكلاتك وهم لم يروها ولم يشعروا بها ولم يتألموا منها.