قصة قصيرة.. مدير مفلس

الأستاذ أبو محمد مدير مدرسة، تمكن من الهروب من حصص التدريس إلى العمل الإداري بمجهود جبار. أسوأ أيام الأستاذ أبو محمد هو اليوم الذي يغيب فيه وكيل المدرسة. يتحمل الوكيل كل المشاكل، ويقابل الطلبة وأولياء أمورهم ويوزع الحصص، حتى المعلمين يوقعون الحضور والانصراف في مكتبه.
يعتبر الأستاذ أبو محمد هذا الإجراء من قبل تفويض الصلاحيات، التي تمكنه من الالتفات لأمور أخرى. فهناك مجالس الآباء، والأنشطة اللا منهجية، وأمور كثيرة تجعله مشغولاً على جهاز "اللابتوب" طول وقت وجوده في المكتب، على الأقل هذا ما يقوله المدير الفاضل.
الواقع أن الأمور الأخرى تتركز على سوق الأسهم. وبعد أن "طاح"، افتتح المدير مكتب العقار بمشاركة زميله القديم أبو فهد. بعدما خفت حدة الحركة في المخطط الجديد الذي وضعا فيه الغرفة المتنقلة "مقرا لمكتبهما"، أصبح راتب العامل مشكلة، فطلب أبو محمد من العامل أن "يدبر عمره"، بغسيل السيارات وتنظيف المكاتب المجاورة. لاحظ أبو محمد أن العامل يُحضر الشاي والقهوة، وينطلق بسرعة لتنفيذ الأعمال الأخرى في مكاتب المخطط.
استوقفه أبو محمد ذات "عصرية"، وسأله عن وضعه المادي. يعرف العامل روح المدير المتعلقة بالمال، فبدأ يشكو مرض أبيه وأمه، وحاجته إلى بناء بيت في قريته، لكن ذلك لم يشفع له.
خيَّر أبو محمد العامل بين أن يدفع 500 ريال كل شهر، أو تأشيرة "خروج نهائي". قاوم العامل، بكى واشتكى، وتوسط بأبي فهد، لكن ذلك لم يشفع له. "تلخبطت" حسابات "راجو" بعد أن كان يمنِّي نفسه بالخروج من السعودية بثروة، دفع مرغماً لأنه بمجهود أكبر، يمكن أن يكسب مبلغاً في النهاية أفضل من راتبه.
زار المكتب زميل سابق يدير مدرسة "مختلطة" يشترك فيها ذوو الإعاقة مع زملائهم الأصحاء. سأل أبو محمد زميله عن مزايا العمل في مدرسته، فشرح له أن هناك بدلاً يبلغ 20 في المائة علاوة على الراتب، وأن الوزارة تصرف مبالغ للرحلات، وذكر أنه يطلب من أولياء الأمور المشاركة في التكاليف أيضاً.
في اليوم التالي كان أبو محمد بانتظار مدير عام التعليم في المنطقة، ويحمل في يده "معروضا" يطلب فيه النقل إلى مدرسة مختلطة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي