خطر .. قـطر

في الحقيقة كانت قطر "شقيقة - رقيقة" تميز حكامها القدامى، ما قبل منتصف التسعينيات الميلادية، بالطيبة والتآخي والوضوح والعمل على قوة الخليج ووحدته، إضافة إلى شعبها المعروف بالطيبة والبساطة والكرم منذ القدم وحتى الآن، ولن تتأثر علاقة السعوديين بالقطريين إطلاقا بأسباب "العناد السياسي القطري" المؤقت والأيام حبلى بالمستجدات.
في "التسعينيات الميلادية" حدثت أمور داخلية في قطر تخلخلت الدولة بأسبابها لأيام وحدث ما حدث وتذبذبت السياسات مع المحيط الخارجي بشكل غريب، تقلبت حينها سياسة ساسة "قطر" مع المحيط ومع الدول العربية بشكل عاصف سريع، بخلق العداءات هنا وهناك بالتنازل عن التناغم مع دول المجلس وعن العروبة بالانفتاح على إسرائيل وعن الخمول في الدفاع عن العقيدة ببناء الكنيسة وما تضم!
"مثلث التسعينيات" السياسي القطري تحركت أضلاعه إعلاميا واستخباراتيا بنشاط قوي هنا وهناك وفي كل الاتجاهات للبحث عن "السيادة والريادة"، لكن غاب عنهم أن الريادة والسيادة تحتاجان إلى عمل تراكمي قوي بالأدوات والمال والإمكانات السياسية والجغرافية والتركيبة السكانية العربية وليس بالمال فقط من دون أدوات!
بكل أمانة المال وحده لا يكفي إن لم يوازه "الفكر السياسي" والنضج المعرفي الناتج من خبرة سنوات في المعترك السياسي العالمي.
"ساسة التسعينيات" سلطوا القنوات الإعلامية التي تعج "بالأجانب" والمولودة من رحم قنوات أجنبية بلسان عربي وبتوجهات ثورية -تحريضية في كل صوب لإثارة الفتن وتضليل الأمم بفعل الأفاعيل وليدعموا بها جماعة "الإخوان" الهدامة في كل مكان.
إضافة إلى احتضان وإنشاء المنظمات الغريبة "التغيير" و"الكرامة" وغيرهما من المنظمات التي تخدم أعداء العروبة والإسلام التي تستضيف المحرضين السعوديين و"الصعاليك المرتزقة" وتحركهم هنا وهناك وفي وسائل التواصل الاجتماعي حسب التوجه بإغراقهم بالمال والأدلة كثيرة لدى الجهات المختصة هنا وبالفواتير أيضا!
هذا "الإعلام القطري - التجاري المسيس" مؤجج وقدرته سريعة على إعداد التقارير "الكاذبة" وأقرب مثال تقارير أزمة "مصر" التي انطلت على الكثير من المتابعين المصريين -مع الأسف- وبعض العرب الذين يتابعون فقط من دون البحث عن الأصل والحقيقة وميدان التحرير لو كان له لسان لتحدث عن الأفعال المشينة لهذا الإعلام المخابراتي المسيس لأجندات معينة، فلا غرابة أن نرى اليوم "ساسة قطر" بعد هزيمة "التحرير" يدافعون ويدعمون جماعة الإخوان الإرهابية ضد السعودية والإمارات تحديدا والاستماتة في الدفاع عنهم بعد سحب السفراء الثلاثة.
في الحقيقة .. تفاءل الخليجيون باعتزال ساسة التسعينيات وابتعاد المؤثرين سلبا، الذين فضحتهم تحركاتهم والوثائق والتسجيلات المسربة عن أهدافهم ضد السعودية.
ليتأكد "ساسة قطر" أن الانضمام إلى قافلة الخليج "قوة للجميع" وأن المراهنات على "تأجيج الطائفية" ودعم الفوضويين الطائفيين في السعودية و"الأحباش" مراهنات عقيمة وخاسرة وقديمة ومنتهية الصلاحية، وأن هذه الجماعة وغيرهم من المحرضين السعوديين نجوم "تويتر" الحزبيين "الضالين" لم يقتربوا منكم "محبة وتقديرا"، بل للمال والمصلحة الشخصية فقط، لأن هذه الجماعات والشخصيات "وصولية" تحالفت حتى مع "الفرس" أعداء العروبة مقابل المال، حتى لو ظننتم أنهم أفراس الرهان فهذه الأفراس معطوبة فاحذروهم .. احذروا القوارض قبل أن يقرضوا ما تبقى من قطر المختطفة "إخوانيا".
التراجع عن "الموقف" للمصلحة العامة ولأمن الخليج واستقرار مصر هو "انتصار" للوسطية والعروبة يا أيها الأمير، لأن الاستمرار بالمكابرة الآن يعتبر "انتحارا سياسيا" خاسرا فانظر فقط إلى شعبية "قطر" في مصر العريقة وليبيا وغيرهما.
إن أراد الساسة القطريون الجدد النجاح فليعملوا على مبدأ "اجمع تسد" كما تفعل حكومة وقيادة المملكة العربية السعودية، ولينبذوا مبدأ الفتنة "فرق تسد"، لأن الشعوب أصبحت أكثر وعيا من أن تنطلي عليها هذه الأساليب، خاصة أن شعب "قطر" الجميل الكريم تربطنا به كسعوديين الإخوة والقرابة والأنساب والصداقات العميقة والامتداد القبلي القوي تاريخيا وجغرافيا .. الهمام الهمام، البدار البدار.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي