كن مثل هؤلاء.. الفاشلين

الفشل شيء نسبي يختلف قياسه بحسب نظرة الشخص له، فقد يراه كثيرون نهاية للعالم، وقد يراه قلة محفزا لهم للبدء من جديد وتحديا للذات مرة أخرى. أنا لا أتحدث عن مثاليات "وكلام مأخوذ خيره"، بل عن وقائع أجبرت التاريخ أن يدون قصص نجاحات أصحابها بين صفحاته، بعد أن فشلوا وتعثروا ولكنهم نهضوا من جديد وهم أشد قوة وصلابة وقدرة على مواجهة منغصات الفشل بكثير من روح التحدي والإصرار والصمود.
صاحبة مشروع فشلت، قالت لي بنبرة يائسة: لقد فقدت ثقتي بذاتي وبأني أستحق النجاح بعد كل هذا الفشل الذي يلازمني ولا أجد منه فكاكا! قلت لها يا سيدتي: لقد فشل هنري فورد وأفلس خمس مرات في حياته، قبل أن ينجح في إقامة مصانعه.
ولم يقبل فريق كرة السلة طالب الثانوي مايكل جوردان أن يكون من ضمن صفوف لاعبيه لتواضع مستواه، لكنه استمر في تحقيق الفشل تلو الفشل حتى أصبح في النهاية من أشهر لاعبي كرة السلة في تاريخ أمريكا.
وطرد والت ديزني من الصحيفة التي يعمل فيها لأن رئيس تحريرها وجده قليل الخيال والأفكار الإبداعية، وفشل في الحصول على موافقة بلدية مدينة اينهايم لإقامة مدينته فوق أرضها، لأنها رأت أن مشروع والت ديزني مشروع عاجز عن جذب الزوار والسياح، قبل أن ينجح في بناء مدينته الشهيرة التي يحلم كل طفل بزيارتها.
والفنان فان جوخ لم يبع طوال حياته سوى لوحة واحدة لأخت صديقه مقابل ما يعادل 50 دولارا، ورغم ذلك فإن تلك الأحكام السلبية من الآخرين تجاه فنه لم تمنعه من رسم 800 لوحة فنية يتهافت العالم اليوم على اقتنائها بملايين الدولارات.
ورسب الروائي الروسي الشهير تولستوي في دراسته الجامعية ووصف حينها بأنه غير قادر على التعلم، ورغم ذلك أصر على تدوين قصة نجاحه من خلال رواياته التي خلدها التاريخ.
وتوماس أديسون كان المدرسون يصفونه بالطالب المغفل، وبعيدا عن حكمهم الخاطئ عليه فقد أجرى ألف تجربة اختبار فشلت جميعها قبل أن ينجح في اختراع المصباح الكهربائي.

وخزة
لا تحطم ذاتك بالإيحاءات السلبية ولا تنتظر من أحدهم أن يخبرك "كم أنت مميز"، وبينما تشعر بالفشل والإحباط من داخلك، فالآخرون يربتون على كتفيك لا على ذاتك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي