الفرص في وحدات الطاقة الشمسية الكهروضوئية

ليس السؤال الذي يطرح نفسه عالميا بخصوص صناعة الطاقة الكهروضوئية هو هل الوحدات منخفضة الجودة أو السيئة هي التي تغرق السوق، وهي بالفعل تغرقه وبمعدل ينذر بالخطر، ولكن السؤال الأكثر أهمية هو متى سوف تظهر آثار وتأثيرات هذه الوحدات منخفضة الجودة على هذه الصناعة.
وقد شرع المديرون التنفيذيون بصناعة الطاقة الشمسية والخبراء من مختلف مراكز سلسلة القيمة في إجراء محادثات وإظهار قلقهم إزاء المواد ذات الجودة المنخفضة التي تستخدم في تصنيع وحدات الطاقة الشمسية. ومن المتوقع بشكل كبير من الشركات المصنعة للوحدات الكهروضوئية تصنيع منتجات ذات عمر افتراضي يصل إلى 25 سنة أو أكثر في البيئات القاسية.
ويبدو أن هناك سباقا من أجل البقاء في الصناعة الكهروضوئية PV، أدى إلى خفض التكاليف، وأصبح العديد من مصنعي الألواح الشمسية يستبدلون الوحدات منخفضة الجودة بمواد أقل شهرة في مزيج منتجاتها. مما يضع علامة استفهام كبيرة على درجة التحمل طويلة المدى للألواح الشمسية قبل التخطيط لتثبيتها في منزل أو في محطة رئيسة لتوليد الطاقة. فهناك حاجة إلى تحليلها وتحديد الكم المنتج بالكيلوواط ساعة الذي نعتقد أننا سنستخرجه منها خلال فترة العشرين سنة المقبلة.
وقد شهدت صناعة الطاقة الشمسية نموا مفرطا خلال السنوات الخمس إلى الست الأخيرة في السباق من أجل البقاء تحت وهم أسطورة أن الضمان سوف يغطي مخاطر الأداء. ولكن عدم غض الطرف الآن في هذه المرحلة الحاسمة يعد أمرا حيويا لهذه الصناعة، حيث إنها تسير نحو التوسع الهائل. إن تحويل هذه التقنية إلى سلعة لهو أمر جيد، ولكنه بمثابة اقتراح محفوف بالمخاطر، وعلى مر السنين نمت المخاوف المتعلقة بالجودة، وينبغي ألا يتم التوسع على حساب الجودة.
وتتعرض شركات تصنيع الوحدات الكهروضوئية التي تنتج الألواح الشمسية بكميات كبيرة للمشاريع المتعاقد عليها لمخاطر التصفية في حال انخفاض مستوى الأداء في المشروع.
والجودة هي مشكلة سيتم حلها في نهاية المطاف، ولكن ليس من دون تنسيق الجهود. ومن الأهمية بمكان بالنسبة لمطوري المشاريع والمهتمين بالحصول على تقنية الألواح الشمسية البدء في تكليف مصنعي الألواح الشمسية باستخدام مواد ذات جودة أعلى. وإذا كانت المواد ليست جيدة أو لم يتم اختبارها بدقة، فإنها لن تلتصق ببعضها البعض وفى النهاية ستنهار وتتفكك وحدة الطاقة الشمسية على أرضية الحقل. ولهذا السبب فإن اختبار موثوقية وأداء الوحدات الكهروضوئية له أهمية كبيرة.
وحتى تصبح المملكة العربية السعودية رائدة في صناعة الطاقة الشمسية هناك حاجة إلى الاستثمار في أنشطة البحث والتطوير والبحث العلمي الضرورية من أجل التغلب على مثل هذه التحديات التي تواجه صناعة الطاقة الشمسية مع إجراء التقييم بشكل دقيق.
وهناك حاجة إلى وضع استراتيجية للطاقة الشمسية الوطنية السعودية لتكون بمثابة إطار لجميع الأنشطة المتعلقة بالطاقة الشمسية في المملكة. وفي هذا الصدد يتوقع الكثير من مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة KACARE، وهي هيئة الطاقة المتجددة الوطنية التي أنشئت لتوجيه المملكة للأنشطة ذات الصلة بالطاقة الشمسية، وبالتالي تحقيق الاستفادة وتنسيق عمل الجهات المختلفة في المملكة العربية السعودية.
وتعد الفرص التي توفرها الطاقة الشمسية للمملكة العربية السعودية واسعة جدا. وفي حين يبدو الوقت الحالي مثاليا لتحديد صناعة الطاقة الشمسية كصناعة رئيسة والاستفادة من الإمكانات الهائلة للطاقة الشمسية المتوافرة للمملكة من حيث توفير فرص العمل وتوليد الطاقة، فإنه من الحكمة التقدم بخطوات حذرة إلى الأمام، لأن القرارات التي تتخذ اليوم ستؤثر بشكل كبير في مستقبل الصناعة في المملكة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي