المجلس والبيض
يؤسفني أن أشاهد تلك "الوسوم" في "تويتر" وعناوين الصحف التي تطول غرائب مجلس الشورى الحبيب. الكل يقف بالمرصاد لهذا المجلس المجتهد. رغم أن الصحف تحمل كل يوم أخباراً عن قرارات وآراء وأنظمة تحت الدراسة وموافقات ومساءلات، إلا أن ما يجذب الناس هو المُسيء لسمعة المجلس.
استغرب أحد القرّاء أنني قلت إن الأعضاء هم صفوة المجتمع. لم أكن أحابي الأعضاء فهم من ذوي المقامات العالية والوطنية المتقدة، هذه أمور لا يمكن المزايدة عليها. أعتقد أن القارئ تأثر بمحاولات الصحافة والإنترنت التي تسيء لسمعة الأعضاء ومناقشاتهم.
صحيح أن لكل جواد كبوة، وهذا ليس بمستغرب على أي منظومة بحجم المجلس وتاريخه. فالمواطن يرى في المجلس فرصة لوصول معاناته والتعامل معها بطريقة تؤكد استحقاق أعضائه الثقة التي حازوها من قِبل القيادة.
كثرت كبوات المجلس، ولم يكن لديه التنظيم الفاعل الذي يسيطر على حركة المعلومات عن المداولات ويُسهم في توعية أعضائه بمسؤولياتهم في التعامل مع الصحف والمجالس والقنوات التلفزيونية. استمرار فشل المنظومة في المحافظة على سمعتها وسمعة منسوبيها، دليل على ضرورة التغيير.
عندما نشاهد عضواً يسيء للمواطن أو يصف واقعه بطريقة تدل على أنه يعيش في برج عاجي، فهو يسيء للمنظومة بأكملها. هذه الإساءة لا تنساها وسائل الإعلام، والأسوأ أن الناس لا ينسونها.
يأتي في مقام آخر عضوٌ آخر يتحدث عن أمور يعلم أنها ليست مما يُذاع على الملأ، بل يجب نقلها بطريقة نظامية ترسمها له عضويته في المجلس. هكذا عضو يثير الرأي العام دون أن يحقق التغيير الذي يريده ـــ إن كان يريد الخير.
تأتي لجنة مسؤولة عن حماية وضع المواطن الاقتصادي، تجتمع وتقرر أن المواطن يعيش في بحبوحة، وأنه لا يمكن أن ينتج عن رفع مستوى دخله سوى رفع الأسعار ومزيد من الخسائر على الاقتصاد الوطني. تزيد تلك اللجنة من كم الإساءات التي تنعكس على المجلس كمنظومة.
لكن المساءلة الكبرى التي ناقشها أعضاء المجلس عن فساد البيض، وموت أفراخ الطيور. وهم يرون الإنسان يموت نتيجة فساد الهواء وانتشار الأبخرة القاتلة على الأطفال، وغيرها من ملوّثات الحياة ومفسداتها.. تلك المساءلة هي القاصمة لسمعة المجلس.