السعوديون في مونديال البرازيل

خمسة أشهر تبقت على مونديال البرازيل، الذي ينتظره كل سكان الأرض، وللمرة الثانية على التوالي يغيب منتخبنا الوطني عن المشاركة في هذا المحفل الكبير. ماذا نفعل أمام ذلك؟ هل نكتفي بالفرجة فقط خلف الشاشات؟ السؤال ليس موجها لعامة الجمهور المحب لكرة القدم؛ لأنه فعلا سيكتفي بمتابعة المونديال عبر التلفزيون، السؤال موجه لأولي الأمر والقرار من مسيري الكرة السعودية.
ما دمنا حُرمنا من المشاركة الفعلية بنتائجنا السلبية في الأعوام الماضية، أقترح على اتحاد الرجل الهادئ الرزين أحمد عيد ألا يفعل كالجماهير ويتابع المونديال فقط، ويمكن اعتبار السؤال: ماذا نفعل؟ سؤال مهم، إجابته هي من صميم عمل الاتحاد الوثاب بخطواته طوال الأشهر الماضية منذ انتخابه، ومن جديد ماذا يمكن أن نفعل؟ وكيف نستثمر المناسبة بما يعود بالفائدة على شبابنا وكرتنا؟
أقترح أن يكون اتحاد الكرة وفدا زائرا للبرازيل خلال المونديال، يضم في صفوفه إداريين، لاعبين شبانا، ومدربين وطنيين، يتحمل الاتحاد السعودي تكاليف سفرهم وإقامتهم هناك طوال أيام المونديال، أما لماذا؟ فإليكم ما أفكر فيه:
أظن أن وفدا يضم لاعبين شبانا طموحين، أمثال: شايع شراحيلي، سالم الدوسري، مصطفى بصاص، إبراهيم غالب، فهد المولد، محمد كانو، نواف العابد، يحيى الشهري، عبد المجيد الصليهم، السوادي، محمد قاسم وآخرين، في العمر ذاته والموهبة ذاتها، وحضورهم مباريات المونديال المثيرة والصاخبة عن قرب، سيحيي في دواخل هؤلاء الشبان الرغبة في أن يكونوا يوما على البساط الأخضر مشاركين فعليين في نهائيات الكأس الذي يترقبه العالم أجمع.
معايشة هؤلاء الشبان لأجواء المونديال الصاخبة عن قرب، ستحدث في نفوسهم هزة معنوية إيجابية كبيرة، تشعرهم بقيمة كرة القدم وموهبة الموهوبين فيها أمثالهم، وأن استثمارها كما يجب، قد ينقل صاحبها من مرحلة إلى أخرى من المجد والتاريخ.
في المونديال المنتظر وكل مثيلاته، تستقبل اللجنة المنتظرة طلبات من الراغبين في العمل كمتطوعين من مختلف أقطار العالم، ويتم تجنيدهم في لجان التنظيم المختلفة، وهي فرصة سانحة لندب الإداريين الشبان السعوديين إلى هناك للعمل في أجواء مختلفة ووفق قوانين صارمة وأنظمة دقيقة ستعود بالفائدة عليهم وعلى من أرسلهم إلى هناك. وسيكون وجودهم ضمن طواقم أكبر تظاهرة لكرة القدم فرصة عظيمة للاستفادة والتعلم والقياس. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن اللجنة المنظمة لا تشترط على أي راغب في العمل التطوعي أن يكون تابعا لجهة رسمية، بل إنها تستقبل متطوعين شبابا من الجنسين وفق اشتراطات ومؤهلات ليس من بينها ترشيح أي جهة، بمعنى أن الفرصة متاحة لكل شباب بلادنا الراغبين دون المرور تحت مظلة اتحاد الكرة.
أما على مستوى المدربين الوطنيين، فإن وجود عدد منهم في تمارين ومباريات المنتخبات المشاركة كمراقبين، يسمح لهم بمتابعة المستجدات في التدريب، وسيكون بمثابة دورة مجانية ثرية بالعلم والمعرفة.
حظيت سابقا بحضور تظاهرة الأولمبياد الكبرى، وتعرفت عن قرب على شباب من مختلف دول العالم، أتوا إلى هناك للاستزادة بالخبرة والتعلم والترفيه أيضا، كانت أجواء مدهشة لا يمكن وصفها تضيف للمتابع الحريص الكثير من الفوائد والإيجابيات، وتمنحه فرصة عظيمة في التعرف على ثقافات عمل مختلفة اجتمعت على صعيد واحد.
ليس من الحكمة أن نكون في المدرج فقط أو خلف شاشات التلفزيون في المونديال المقبل، بل تقتضي بعد الرؤية أن نستثمره في الاستزادة بالمعرفة وتأهيل شبابنا الرياضيين كل فيما يحب ويختص، وسنجني ما فعلنا في المونديال التالي الذي أتمنى أن نكون فيه ضمن من يتفرج عليهم العالم أجمع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي