خادم الحرمين يرعى افتتاح «الجنادرية 29» الأربعاء المقبل
يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يوم الأربعاء المقبل حفل افتتاح المهرجان الوطني الـ 29 للتراث والثقافة "الجنادرية" الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني سنوياً، ويتخلله سباق الهجن السنوي الكبير الـ 40 والحفل الخطابي والفني.
أعلن ذلك عبد المحسن بن عبد العزيز التويجري نائب وزير الحرس الوطني نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة، في المؤتمر الصحافي الذي عقده نيابة عن الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة في وزارة الحرس الوطني بالرياض ظهر أمس، حيث سلّط فيه الضوء على أبرز نشاطات وبرامج المهرجان.
وأكد أن مسيرة المهرجان الوطني تمضي بتوفيق من الله أولاً ثم بالرعاية والدعم اللذين يحظى بهما المهرجان من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والأمير مقرن بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين حفظهم الله.
وقال: إن هذه الرعاية السنوية للمهرجان من قيادتنا هي وسام شرف للحرس الوطني وللمهرجان وللجان العاملة كافة، ودعم لمسيرة الثقافة والإبداع في المملكة وفي العالم العربي، مشيراً إلى أن المهرجان الوطني الذي استطاع أن يجمع بين إنماء الثقافة بمعناها الواسع ويمازج بينها وبين المحافظة على مفردات التراث بأجمل صورها ومشاهداتها، حافظ على امتداد الحرفة والصنعة وتبني الحركة المسرحية وإعادة رسم لوحة الماضي جميلة بكل معانيها، منوهاً بالمشاركات المتميزة في المهرجان لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي بشقيها الرجالي والنسائي.
وأوضح التويجري أن الجميع يدرك أن المهرجان برسالته الواضحة لم ينطلق من فراغ أو يأتي تعبيراً عن حالة من الترف، بل إنه يحمل في طيات رسالته مضامين عميقة عن تراثنا وثقافتنا وأصالتنا وما لدينا من كنوز تاريخية ومكتسبات حضارية، كما أنه حلقة وصل وتواصل مع الأفكار والثقافات التي تشاركنا الرؤية الإنسانية ومساعي نشر الوئام والسلام على كوكب الأرض.
وبيّن أن الراصد لمسيرة المهرجان المتصاعدة منذ انطلاقته وحتى الآن يدرك مدى ما قدمه من عطاءات فكرية غنية آثرت الساحة الثقافية وقدمت الدلالات الواضحة على أصالة هذا الوطن وقدرة إنسانه على العطاء والتفوق والإبداع.
ورحب التويجري بمشاركة الإمارات ضيف شرف في جنادرية 29، معرباً عن اعتزازه بهذه المشاركة، بوصفها إحدى إضافات المهرجان، لا سيما وهي دولة عريقة في تراثها وعملاقة بقيادتها وشعبها ومنجزاتها.
وعدّ مشاركة الإمارات فرصة يتعرف خلالها زوار المهرجان على ثقافات وتراث الدول الشقيقة والصديقة، في امتداد للتقليد الثقافي الذي ينهجه المهرجان الوطني كل عام، لافتاً النظر إلى أن هذه المشاركة الأخوية تتماشى في مضمونها مع الهدف الذي يسعى إليه خادم الحرمين الشريفين في علاقتنا الدولية بشكل عام وفي إبراز روابط الإخوة ومتانة العلاقات مع الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي على وجه الخصوص.
واستعرض التويجري أهم الأنشطة والفعاليات التي سيحفل بها المهرجان هذا العام، التي تشمل سباق الهجن بأشواطه الستة وبمشاركة 1200 متسابق، وجوائزه البالغة مليون و500 ألف ريال، أو الأوبريت الفني الذي سيشهد 12 لوحة غنائية استعراضية، وتشارك فيه فرق شعبية من مختلف مناطق المملكة.
وسلط الضوء على بعض تفاصيل النشاط الثقافي الذي ستشمل محاوره المملكة والأمن القومي العربي وحركات الإسلام السياسي والدولة الوطنية والدبلوماسية السعودية والمتغيرات الإقليمية، وستحتضن قاعة الملك فيصل بفندق إنتركونتيننتال - الرياض جل فقراته، من ندوات وأمسيات شعرية ومحاضرات ثقافية يقدمها نخبة من المثقفين بالمملكة وعلى مستوى العالم.
وكشف عن الشخصية المكرمة في هذه الدورة من المهرجان، حيث حظي بها الأديب سعد بن عبد الرحمن البواردي، والأديب عبد الله بن أحمد شباط، اللذان ستتناول سيرتهما ندوة من ندوات النشاط الثقافي.
وعلى مستوى القرية التراثية بالجنادرية، أبان التويجري أنه سيتم افتتاح أبواب القرية للجماهير يوم الخميس الموافق 13/4/1435، على أن تكون الأيام الأربعة الأولى للرجال، وتخصص للعائلات بعد ذلك وحتى ختام المهرجان، يتخللها في الفترة الصباحية أسبوع دراسي كامل لطلاب المراحل التعليمية المختلفة. كما ستشهد فعاليات القرية التراثية تنوعاً كبيراً تشارك فيه إمارات المناطق والجهات الحكومية عبر أركانها وأجنحتها، مقدمةً العروض الفولكلورية والفنون الشعبية، والحرف اليدوية، والإنجازات، والنقلة النوعية التي تحققت حتى هذا العام.
ولفت التويجري إلى أن الزوار سيعيشون مع المزرعة التقليدية هذا العام ولأول مرة فرصة محاكاة الحياة في منطقة جازان، على مستوى الزراعة والبناء والحياة الاجتماعية، حيث ستكون هذه الدورة وعبر هذه المزرعة بداية لمحاكاة الحياة الاجتماعية في مناطق المملكة في الزمن القديم، وستتناوب المناطق في هذا الجانب كل عام، وستقدم السوق الشعبية 80 حرفة من أصل 300 حرفة يدوية مشاركة في المهرجان والتي يقدمها أكثر من 250 حرفياً يمثلون مختلف مناطق المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي.
وأفاد أن زوار المهرجان هذا العام سيستمتعون بعروض الفرق الشعبية التي يقدمها 700 مشارك من جميع مناطق المملكة ودول الخليج العربي.
من جانبه، عبّر ممثل دولة الإمارات العربية المتحدة سعيد الكعبي في كلمته عن سعادة بلاده بالمشاركة في هذه المناسبة الثقافية الكبرى، معرباً عن أمله في أن تظهر المشاركة الإماراتية في المهرجان بشكل يرضي تطلعات المتابعين وزوار المهرجان، كاشفاً عن اشتمال مشاركتهم على عدد من الأجنحة التي تجسد البيئة البدوية والبحرية، وسوق شعبية، وفنون شعبية وبعض المناشط الثقافية.