متقاعد لا تذلني
أسفت لمشاهدة مقابلة مع أحد المتقاعدين حديثاً قال فيها إنه مضطرٌ لتغيير أسلوب حياته والتنازل عن بعض المزايا التي تعوّد عليها قبل التقاعد. سبب أسفي هو أن هذه الحالة ليست فريدة، وأن أمثال الرجل في ازدياد لأسباب كثيرة أهمها ندرة الوظائف "وهذا يحرم كثيرين من الترقيات"، إضافة إلى ارتفاع تكاليف المعيشة مع ثبات الدخل، ومشكلة أزلية يعانيها المتقاعدون على نظام الخدمة العسكرية أكثر من غيرهم، وهي الانخفاض الحاد والمفاجئ في الدخل بمجرد الخروج من الخدمة.
أعرف رجلاً تقاعد برتبة عقيد كان إجمالي راتبه قبل التقاعد مع البدلات والمكافآت يقارب 30 ألف ريال، انخفض راتبه إلى أقل من عشرة آلاف ريال بعد التقاعد. يمكن حل المشكلة بإلغاء مفاهيم البدلات والمكافآت التي يتم حسمها فور تقاعد العسكري. لا بد أن يعامل كل من يحالون إلى التقاعد بناءً على إجمالي الراتب وإنهاء مفهوم الإلغاءات التي تؤدي إلى كسر جناح المتقاعد.
هذه واحدة من مطالبي الموجّهة إلى مجلس إدارة الجمعية الوطنية للمتقاعدين الذين تمّ انتخابهم بالأمس. المتقاعدون بحاجة إلى مَن يضمن لهم حياة كريمة، أربعة أو خمسة أو حتى سبعة آلاف ريال لا تكفي لإعالة أسرة مكوّنة من سبعة أشخاص في اقتصاد اليوم، ومعدل مَن يعولهم المتقاعد في المملكة يتجاوز هذا الرقم. يجب ألا يبقى متقاعد فقير في هذه الدولة، والمجلس مطالب بأن ينسق مع الجهات المختصّة سواء في مجالس الخدمة أو مؤسسات التقاعد أو الشؤون الاجتماعية لتكوين قاعدة مالية تحفظ ماء وجه المتقاعد.
يمكن أن تحصل الجمعية على استثناءات في أنظمة الضمان والتكافل حيث تطبق إعانة مبنية على معادلة أقترحها وهي = (عمر المتقاعد X 50) + (عدد الأبناء X 500) + (عدد الزوجات X 1000) ــــ الراتب التقاعدي.
بهذا يحصل المتقاعد على إعانة تسمح له بحياة كريمة.
أطالب المجلس الجديد بالاهتمام بذوي الدخل المتدني والتركيز عليهم في الخطة الاستراتيجية، وفي لقاءاتهم مع المسؤولين، لأن حال المتقاعد لا تسر. يمكن كذلك أن تتبنى الجمعية توفير العلاج ودعم قضايا الإسكان للمحتاجين والحصول على حسومات في مختلف الأنشطة والخدمات. المطلوب من المجلس كثير وأتمنى لهم التوفيق في حماية كرامة المتقاعد.