سر جريمة الموز

رغم لونه الأصفر المبهج وسهولة أكله وهضمه وفوائده الصحية، حيث أظهرت دراسة حديثة أن الموز الملقب بـ "قاتل أبيه" علاج فاعل لمرض العصر "الاكـــتــــئاب" والاضــطــــرابات العاطفية، فهو يبعث على السعادة، لمحتواه من السكريات ومادة التريبتوفان التي تتحول داخل الجسم إلى مادة تمنح الراحة وتحسن المزاج وتشعرك بالسعادة، وللنساء تقف معهن في الأوقات الحرجة وتقلل من الألم وغثيان الحمل، ويزيد الموز من القدرة على التعلم والاستيعاب، لمحتواه العالي من الكالسيوم، إلا أن اسمه ارتبط بالثورات، وبأكبر وأقدم نزاع تجاري عبر المحيط الأطلسي بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة المسمى "حرب الموز"، الذي تم الاتفاق على حله في اتفاق المفاجأة عام 2009 بين وزير التجارة الأمريكي والمفوض الأوروبي للتجارة الدولية.
كما نشأت من أجله أنظمة مثل "ديمقراطية الموز" و"جمهورية الموز" للدلالة على فساد الأنظمة والحكومات وعدم استقرارها، وذلك حين يعتمد اقتصادها على محصول أو اثنين، وأول من أطلقها الكاتب الأمريكي وليام سيدني بونتر، الذي لقب نفسه بـ "أو، هنري"، مشيرا بها إلى الهندوراس في روايته "الكرنب والملوك". وشقت من أجله الطرق ومدت آلاف الكيلو مترات من السكك الحديدية في أدغال أمريكا اللاتينية لنقله، فهو رابع محصول غذائي في العالم، ويمثل العمود الفقري لاقتصاد كثير من البلدان.
ارتبط قديما بالحكمة والحكماء، فقد كان طعاما لفلاسفة الهند، وأوراقه ظلا لهم أثناء اعتكافهم وتعبدهم. وقد يكون لتأثيره الطبي ومحتواه الغذائي المكتشف حديثا دور في تناولهم له!
وعلى النقيض تماما سماه العرب "قاتل أبيه" لأن شجرة الموز بعد أن تنضج ثمارها يجب أن تُقلع لتكبر إحدى الشتلات الصغيرة التي حولها، فشجرة الموز تنتج الثمار مرة واحدة في العام ثم تموت بعد أن تُولد فسيلة أو أكثر بجوارها، وتدوم هذه العملية لمدة عشر سنين ثم تنتهي الانقسامات.
ويقال إن الموز بشكله الحالي ناتج عن تهجين من قبل الإنسان للحصول على ثمار لذيذة من دون بذور مزعجة، أما الأغرب فهو منع جلب الموز على أسطح السفن، ومنع ركابها من لبس أي ملابس من ماركة "جمهورية الموز"؛ لاعتقادهم أن الموز يجلب الحظ السيئ للسفن، وقد يكون لذلك أسباب عدة منها أن السفن حاملة الموز يجب أن تبحر بسرعة حتى لا يتعفن الموز، ما يسبب لها الكوارث، أو بسبب وفاة البحارة نتيجة لاستنشاق غاز الميثان المنبعث من الموز ـــ كما يعتقدون.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي