هل يتحدى التلفزيون المصري"فيفا"؟

إن قواعد وقوانين وسلطات بل عقوبات "فيفا" تكاد تكون أكثر حزما وصرامة من قوانين وسلطات بعض الدول، فهو لا يتعامل مع دولة واحدة بل يحمل عضويته أكثر من مائتي دولة وتغطي مظلته دولا أخرى ليست أعضاء فيه، إذاً قارات العالم المختلفة تخضع له في قوانينه ما دامت اتحادات دولها ارتضت ذلك ووقعت على اتفاقياته، وبعد إذاعة التلفزيون المصري مباراة مصر وغانا في الجولة الفاصلة لتصفيات كأس العالم 2014، التي أقيمت في كوماسي، وانتهت بهزيمة المنتخب المصري 1/6 على الرغم من علمه المسبق أن القناة صاحبة البث الحصري هي قناة الجزيرة الرياضية، ضاربا بقوانين "فيفا" عرض الحائط، معرضاً اتحاد بلاده للتغريم بمليوني دولار (14 مليون جنيه مصري)، رغم أن اقتصاد مصر في أشد الحاجة إلى كل جنيه في هذه الظروف والاضطرابات التي تمر بها منذ ثورة 25 يناير.

وكان "فيفا" قد قرر تعليق مستحقات الاتحاد المصري كافة لدى الاتحادين الإفريقي والدولي لحين سداد الغرامة. ورغم تبرير الاتحاد المصري ما قام به تلفزيون بلاده إلا أنه أساء ليس إلى الكرة المصرية وحدها بل إلى الشعب المصري كله؛ فمصر دولة ليست مغمورة في المجال الرياضي فهي أقدم دولة عربية وإفريقية تشارك في كأس العالم (1934) كل ذلك يجعلنا لا نشفع للتلفزيون المصري ما فعله حتى لو كانت وراء ذلك ضغوط سياسية؛ فاحترام القوانين والأنظمة لا بد أن يكون ديدن الدول وحكوماتها ومؤسساتها قبل الأفراد، فلا تحذو حذوها دول أخرى ولكيلا يتأسى بها غيرها من الدول.

ورغم أن قناة الجزيرة حصلت على حقوق إذاعة المباراة إلا أن التلفزيون المصري تحدى القواعد والقوانين واتبع ما قام به التلفزيون الجزائري في بث مباراة فريقه مع بوركينا فاسو، فأذاع المباراة بالطريقة نفسها، فإن كان التلفزيون الجزائري قد أخطأ فذلك لا يبرر أن يقع الخطأ من التلفزيون المصري.

وجاءت ردود الأفعال الرياضية المصرية تجاه هذه القضية في معظمها مُبرِّرةً ما قام به التلفزيون المصري ومُلقِيةً ببعض اللوم على قناة الجزيرة.

وفي الختام لا نستطيع إلا أن نقول: "الحق أحق أن يتبع"، فالرياضة أخلاق قبل أن تكون ممارسات بدنية وحركية، تسمو بأخلاق صاحبها وتجعله يترفع عن فعل ما يُعتذَر منه بعد ذلك، فقد ورد في الأثر "إياك وما يُعتذَر منه".

وفي رأيي .. كل بلد لا بد أن يحترم القوانين الدولية التي وقَّع عليها حتى تظل الرياضة كما عُرف عنها مُقرِّبة بين الشعوب ومُحبِّبة لها في المنافسة الشريفة التي تبني ولا تهدم وتقضي على التعصب البغيض الذي لا يخلف وراءه إلا الرماد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي