البلوي الجديد..

لا أحد يشك في صعوبة المهمة, التي تنتظر إبراهيم البلوي رئيس نادي الاتحاد المنتخب, ولا يمكن أن يستند الرئيس المحاط بهالة إعلامية وجماهيرية إلى إرثه العائلي الضخم الذي تركه أخوه الأكبر منصور فقط.
لم يكن مفاجئا بلوغ الرجل, المقعد الأول في الاتحاد, فالتوقعات رشحته مبكرا إلى جانب كعكي بين المرشحين الخمسة, قبل أن يتناقصوا في اليوم الأخير, ولم يكن فوزه ضعيفا, بل جاء كاسحا, يغلق أي حديث أو تبرير ويحول أي تحليل تلا الانتخابات, إلى مضيعة للوقت.
وبعد.. ماذا يريد الاتحاديون من البلوي الجديد؟ الجواب سهل للغاية: يريدون اتحادا متحدا يحقق البطولات. أما كيف السبيل إلى ذلك؟ الجواب أيضا سهل, ولكن تنفيذه ليس بالسهولة نفسها.
وما دام إبراهيم البلوي قد جاء إلى سدة الرئاسة في النادي العتيق عبر صندوق الاقتراع الانتخابي, وقَبِلَ هو ومنافسوه ومريدوه خوض هذه المغامرة ونتائج الفرز فيها, فعليه أن يستمر في ممارسة الديمقراطية, ككل متكامل لا يتجزأ.
على طاولة الرئيس الجديد, ملفات متراكمة, تتضخم مع كل يوم جديد, وأظن تاجر الألماس الذي عرف بدقته في مواعيده وقدرته الفائقة على عقد الصفقات التجارية, يعي ذلك تمام المعرفة, وتتوافر لديه تجربة ليست ضعيفة في الإدارة الرياضية.
من أين يبدأ البلوي الجديد؟ في ظني أن الخطوة الأولى التي يجدر بالرئيس المنتخب أن يتوقف عندها كثيرا, هي البحث في أساس المشكلات المتراكمة التي يعانيها الأصفر العظيم حاليا, وأن يقطع الشريان الذي يغذيها بالحياة حتى الآن, فأول خطوات الحل هو الاعتراف بوجود المشكلة قبل البحث عن علاجها.
.. الخطوة الثانية, لا أؤيد أن يذهب البلوي الجديد في إضاعة وقته باحثا عن إجابة.
السؤال العريض: لماذا انقسم الاتحاديون, وطغت المصالح الشخصية على حواراتهم, وغيبت المصلحة العامة, وأصبحت أصواتهم مسموعة في كل مكان؟ بل عليه أن يبحث عما يحقق لهم سعادتهم, وسيجد حينها صمت رضا واتحادا متحدا, يثبت له أن المثل الصيني :”البيوت السعيدة لا صوت لها”, لم يأت من فراغ.
.. في خطوته الثالثة, سيجد الرئيس المنتخب في طريقه, اتحاديين متربصين, يريدون الانقضاض على اتحاديين آخرين, مستفيدين من أن “الأيام دول”, وأن دولتهم قامت الآن, وعلى الرئيس ألا يسمح بذلك, وأن يعرف أن كل من سبقه جاء للاتحاد حبا وكرامة, جانبه التوفيق, أو خانته قدراته وتقديراته, لكنه لم يكن يرجو غير اتحاد لا يقهر.
خاتمة القول يا إبراهيم, ستسمع الكثير من النصائح, “وستقال فيك قصائد مأجورة, فالمادحون الجائعون تأهبوا”, فقط تذكر: ليس في القادة الحقيقيين من ينتصر لذاته بعد انتصاره, وليس من الحكمة الالتفات إلى اتحاديين وترك الاتحاد كله, وليس من العدل أن تقصي اتحاديا لأنه يرى الأصفر بعينيه لا عينيك. يا إبراهيم.. “الكيّس من اتعظ بغيره”, والقائد من لف حوله الناس بحكمته, يا إبراهيم, إن من أهلنا من نحبه, وعظيم حبنا يمنعه عن الخطأ لا يدفعه إليه وينصره بعد وقوعه, وإن لنا في كل شيء عبرة, يا إبراهيم.. إني لك من الناصحين, وإن الاتحاديين يبحثون عن السعادة, و”السعادة كالقُبلة لا نظفر بها إلا بالمشاركة”.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي