تعقيب معالي الرئيس
لم يكد حبر مقالي (التشكيك في نزاهة "نزاهة") يجف حتى وصلتني مكالمة هاتفية من محمد الشريف رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد. للحق أقول إن الرجل متابع جيد وحريص على التعقيب على المقالات خصوصاً تلك التي تتعلق بالهيئة وعملها، هذه ثاني مكالمة يشرفني بها.
شكرني معاليه في البداية على حرصي واهتمامي بالكتابة في مجال عمل الهيئة. علمت أن بعد الشكر لا بد من "جلد" لكنني شكرته وأكدت سعادتي أنه قرأ وحرص على التعقيب.
كما توقعت، بدأ الشريف الحديث بنقاش كلمة "كائناً من كان" التي ذكرتها في بداية مقالي، وذكرت استخدامها المستمر لحد "الابتذال"، وهي لفظة اعترض عليها الشريف. برر ذلك بأن كثيرا من المواطنين يعتقدون أن هناك جهات أو أشخاصا أو وزارات لا تستطيع الهيئة أن تتعامل مع مخالفاتها والشكاوى التي ترد عليها، قال إننا نحاول أن نؤكد أننا لا نتوقف عند أي شخص أو جهة ما دامت هناك أعمال تقع ضمن اختصاص الهيئة.
وأكد أن ظهور الأخبار عن الهيئة باستمرار في وسائل الإعلام، ما هو إلا لأن المواطن يتوقع من الهيئة أن تعمل وأن تظهر نتائج عملها. هذا الخلاف الذي يظهر على السطح بين الهيئة وكثير من الجهات، برره الرئيس برفض المسؤولين الاعتراف بالأخطاء أو إصلاح الحال.
تحدث معاليه عن قضية جسر الملك فهد. أكد أن هذه القضية هي قضية رأي عام وأن الجمهور طالب الهيئة بحل. ذهب موظفو الهيئة وعاينوا الموقع وقارنوا بين الجانبين السعودي والبحريني في الإجراءات وطول مدة الانتظار، أصدروا بعدها تقريرهم بأن الجوازات هي سبب التكدس في الجسر، وواجهت من ثم نتائج ذلك من خلال وسائل الإعلام.
اقترحت عليه أن يتبنى فكرتي التي تقوم على استنفاد جميع وسائل الإصلاح مع الجهة، من حيث اللقاء والنقاش والمكاتبة الرسمية والحضور الشخصي لتحقيق أمرين مهمين؛ أولهما التعرف على الأسباب الكامنة وراء المشكلة ومحاولة التعاون مع الجهة لحلها. الآخر حماية مؤسسات الدولة من التراشق الصحافي بين مسؤوليها عبر وسائل الإعلام. لكن المكالمة انتهت قبل أن يعدني بشيء. أقدر انشغاله وأشكر اهتمامه.