طاقتنا الشمسية .. هل حقا هي الورقة الرابحة؟

إن المملكة العربية السعودية لديها حافز قوي لتنويع مزيج الطاقة للحد من الاعتماد على النفط. وتشير المبادرات الحكومية والإعلانات الأخيرة إلى أن المملكة لا ترغب فقط في بناء محطات للطاقة الشمسية، بل لتشغيل قطاع للطاقة الشمسية المستدامة التي من شأنها أن تصبح رائدة الطاقة المحلية لسنوات مقبلة. وبعد أكثر من 20 قرنا من تخزين الطاقة الشمسية، تخطط المملكة أخيرا للاستفادة منها.
وفقا لمجلة "بلومبرغ بيزنس ويك" تخطط المملكة لاستثمار 109 مليارات دولار في إنشاء صناعة للطاقة الشمسية التي تستخدم الفولتية الضوئية التقليدية (PV) وتقنيات توليد الطاقة الشمسية المركزة (CSP) لتوليد ثلث الكهرباء في البلاد بحلول عام 2032. ويمكن لهذه المبادرات أن يكون لها تأثير كبير في المملكة نظرا لاعتماد الاقتصاد السعودي بالكامل على النفط ، حيث يعد النفط سلعة التصدير الرئيسية.
وتعد الطاقة الشمسية بديلا قابلا للتطبيق لأنواع الوقود الأحفوري وبعض مصادر الطاقة البديلة، لأنها لا تنتج عنها أي نفايات ثاني أكسيد الكربون وتستغل طاقة الشمس الطبيعية في توليد الكهرباء.
وعلى الرغم من أن الطاقة الشمسية تستمد مجانا من الشمس، فإن تكلفة التقنية النسبية لكمية الطاقة المنتجة تجعل الطاقة الشمسية أكثر تكلفة - بشكل كبير- من مصادر الطاقة الأخرى التي تستخدم على نطاق أوسع. وفي كثير من الأحيان لا يتم تضمين التكاليف اللازمة للطاقة الاحتياطية في تكاليف الإنتاج الافتراضية للطاقة الشمسية، مما يجعل مقارنتها بتكاليف الإنتاج الحقيقية لمصادر الطاقة الأخرى من الصعوبة بمكان.
وفي المستقبل القريب يرجح أن تشكل الطاقة الشمسية جزءا صغيرا جدا من المزيج الكلي للطاقة لدينا بسبب ارتفاع تكاليفها وانخفاض الكفاءة والموثوقية، مما يضعها في موضع متأخر مقارنة بالطرق الأخرى لتوليد الكهرباء.
وتواجه الجهود المبذولة لزيادة قدرة الطاقة الشمسية العديد من التحديات. وأحدها معوقات توليد الطاقة الشمسية - مثلها مثل طاقة الرياح – يتعلق بتوافر مصدرها. فالإشعاع الشمسي نادرا ما يكون ثابتا ويتغير بتغيير الظروف الجوية (الغيوم والغبار)، وتغير وضع الأرض بالنسبة للشمس (ليلا ونهارا). كما أن الطاقة الشمسية ضعيفة نسبيا لأنها يجب أن تمر أولا عبر الغلاف الجوي الذي يحمي الأرض من شدة الشمس. ومن ثم فإن الطريقة المتقطعة والمتغيرة التي تصل بها الطاقة الشمسية إلى سطح الأرض تسبب مشكلات تتعلق بالقدرة على الاعتماد على هذه الطاقة، وهو الأمر الذي يتطلب استخدام شكل من أشكال نظم الطاقة الاحتياطية التي يمكن اللجوء إليها عندما لا تكون الشمس مشرقة أو يكون الطقس معاكسا.
من المرجح - في المستقبل المنظور - أن تشكل الطاقة الشمسية جزءا صغيرا جدا من الخليط الكلي للطاقة بالمملكة لأن تكلفتها، وانخفاض كفاءتها ودرجة الموثوقية بها تجعلنا نفضل عليها طرقا أخرى من طرق توليد الكهرباء. ولكن في أعقاب زيادة الطلب على الطاقة وفي مواجهة الحاجة إلى التنويع الاقتصادي، تلتزم المملكة العربية السعودية بوضع خطط إنفاق واسع النطاق على البنية التحتية، واتخاذ خطوات نحو إنشاء قطاع الطاقة المتجددة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي