مشعل بن عبد الله .. اسم راسخ في ذاكرة نجران
لا يملك الأمير مشعل بن عبد الله تاريخا طويلا مع المناصب، إلا أن أبناء نجران يحملون الكثير ليخبروا به عن هذا الرجل الذي ملأ حياتهم بهدوء طيلة الأعوام الخمسة الماضية التي كان فيها أميرا لمنطقة نجران، فكان الأمس يوم وداع يتذاكرون فيه ماضي الأمير الجديد للعاصمة المقدسة.
يفاجئك أبناء نجران وأنت تحاول النبش في تاريخ هذا الأمير بكم الحب الهائل الذي يحملونه لأميرهم الذي صار "سابقا" ورغم ذلك يرون أنه من الوفاء أن يقدم الشكر لمن أسدى خدمة، فكيف بمن غير خريطة المنطقة لتنفتح على مناطق المملكة المختلفة وفتح شبابيك الاقتصاد لتمر في ربوع الأخدود وقاد الرياضة لتنافس في أرقي المنافسات على مستوى المملكة.
يصفه زياد الغضيف وكيل إمارة منطقة نجران المساعد للشؤون التنموية بالقيادي المحنك وصاحب الرؤية الاحترافية، إذ خطت التنمية في عهد إمارته على منطقة نجران خطوات كبيرة لم تشهدها المنطقة الواقعة في جنوب المملكة من قبل، وهنا يشير الغضيف إلى اعتماد مشروع ربط منطقة نجران بجازان بطريق مباشر يقتصر المسافة إلى النصف، حيث المجال سيكون مفتوحا لأبناء المنطقتين للاستفادة من مقدرات كل منطقة، خصوصا أن الأخيرة تشغل مساحة على البحر الأحمر وتنشط فيها الموانئ التجارية، فيما الربط الآخر لمنطقة نجران مع شقيقاتها السعوديات تمثل في اعتماد ربطها بطريق الحجاز القديم.
وهي مشروعات استراتيجية أردفت بانفتاح اقتصادي لم تعرفه عاصمة الأخدود من قبل تمثل في المنتدى الاستثماري الذي نظم على نسختين في هذه المنطقة في فترة الأعوام الخمسة الماضية، وهي نسختان يصفهما الغضيف بالناجحتين وهما يضمان في جنباتهما أبرز الشخصيات الاقتصادية العالمية كرئيس الوزراء الماليزي الأسبق والأشهر مهاتير محمد إضافة إلى خبراء اقتصاديين من الوزن الثقيل، وهي محاولة من الأمير مشعل بن عبد الله لتحريك عجلة الاقتصاد في نجران كما يرى ذلك مواطنوه في نجران.
وهنا يضيف عبد الله آل منصور أمين الغرفة التجارية الصناعية في نجران أن الحركة الاقتصادية النشطة التي شهدتها فترة الأمير مشعل بن عبد الله في نجران جعلت أبناء المنطقة يطلقون عليه اسم بشير الخير نظير المشروعات الكثيرة التي دشنت وتلك التي تنتظر وتم اعتمادها بفضل الله ثم المتابعة الجادة لهذا الأمير الشاب لكل ما يهم أبناء المنطقة ويحقق تطلعاتهم.
ويقول زياد الغضيف أمين عام مجلس منطقة نجران إن أبرز التحديات التي واجهت الأمير مشعل إبان تسلمه مهامه أميرا لمنطقة نجران في مطلع عام 1430 (2009) كانت ربط المحور الجنوبي بالشمالي في داخل مدينة نجران التي يقسمها واد يعد من بين الأودية الأكبر على مستوى المملكة هو وادي نجران، وهو الأمر الذي شرع فيه الأمير مشعل محاولا ربط المحاور المختلفة في المدينة ببعضها البعض من خلال شبكة مشروعات كان طريق الملك عبد الله هو قلبها الرابط بين شرايينها المتباعدة، مشيرا إلى أن ذلك يتم بالتنسيق مع الوزارات المختلفة التي وجدت تصميما راسخا واهتماما مكثفا من جانب هذا الأمير.
وحول المشروعات الأخرى التي اعتمدت خلال هذه الفترة كانت جامعة نجران أيقونة المشروعات التعليمية حيث الآلاف من الطلاب في الانتظار للحاق بركب التعليم قريبا من دارهم ، فيما كان مهرجان الإبل إحدى علامات التميز الرياضي لهذه المنطقة في الفترة الماضية وكذا التطور الكبير الذي جرى لنادي نجران ولحاقه بالصفوف الأولى لدوري المحترفين السعودي لكرة القدم، وهنا يشير عبد الله آل منصور إلى اهتمام كبير لدى الأمير مشعل بن عبد الله بقطاع الشباب وكذا بالحالات الاجتماعية بشكل عام.
حيث يساهم بشكل مباشر في رعاية السجناء والمساعدة على إطلاق المعسرين ولم شملهم بعائلاتهم من أولئك الذين يملكون سجلا خاليا من السوابق لافتا إلى أن ذلك يأتي كأحد مخرجات مدرسة عبد الله بن عبد العزيز القائد الإنسان لهذه البلاد.
وكان الأمير الدكتور مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة مكة المكرمة قد عين أميرا لمنطقة نجران بين عامي 2008 و2013 ، وهو خريج دراسات عليا من بريطانيا ويحمل قبل ذلك درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة الملك سعود، ونال وسام الاستحقاق الإيطالي بدرجة مسؤول كبير عام 2008 إلى جانب وسام تحرير الكويت في 1992.