عَيْنه مُجَحِّمَة
كثيراً ما نسمعهم يقولون: جَحَّمَت عينه، وعينه مجحّمة - أي وَرِمت أو انْتَفَخَت وهذا الاستعمال اللغويّ مُشْتَرَك بين العامَّة، والعرب الفُصَحَاء في جميع تصاريف الجذر (ج، ح، م) والجُحام: مرض خفيف يصيب العين فينتفخ الجفنان، وسرعان ما يزول هذا الانتفاخ، وقد أشارت المعاجم اللغويَّة إلى تصاريف الكلمة ومعانيها؛ جاء في لسان العرب: ''(الجُحام): داءٌ يُصيب الإنسان في عينه فَتَرِمُ''.
ويبدو أنَّ (الجُحَام) من الأضداد؛ إذ يحتمل ضيق العين من تُوَرّم الجفنين كما هو واضح من قول ابن منظور، ويحتمل فتح العين أوسَعَتها مع احمرار - كما في الوسيط: إذ يقول صاحبه: ''جَحَم الرجل عينيه: فَتَحَهُما لا يَطْرِف، ويقال: عَيْنٌ جاحِمَةٌ ... وجَحِمَت العينان: اشْتَدَّت حُمْرَتُهما مع سَعَتِهما. فهو أَجْحَم وهي جَحْمَاء، والجمع: جُحْمٌ ... وجَحَّمَهُ بعينه: أَحَدَّ إليه النَّظر''. فتجحيم العين من الأضداد لأنَّه يحمل معنيين متضادين ولا يفصل بينهما إلَّا سياق الكلام وما يشتمل عليه من القرائن الحالية والمعنويَّة واللفظية؛ إذ يتحمل التجحيم ضيق العينين لتوّرم الجفنين، أو شِدَّة احمرارها مع سعتهما وحِدّتهما.