السعودة طريق بلا نهاية
أظن أنه قد آن الأوان لنعترف أن السعودة طريق بلا نهاية.. وهو في الوقت نفسه طريق لا عودة منه.. أو عنه.
لقد كتبت كثيرا عن السعودة.. متحمسا.. ومشجعا.. ومفسرا.. وناقشت كثيرا من الأرقام والوقائع التي لا أحب أن أعود إليها منعا للتكرار والملل معا.
ولكن هناك حقائق وأرقام جديدة يمكن الاطلاع عليها.. ومن الحقائق التي أثارت فزع العاطلين أو قل المتعطلين أن السماء لا تمطر وظائف على القطاع الحكومي، وهو تعبير مجازي معناه الواقعي أن الحكومة لن تقوم بتوظيف أحد.. أو ليس عندها الاستعداد لتحميل الميزانية أعباء جديدة.. والغريب أن يرد الواقفون على رصيف البطالة بأن هناك 145 ألف وظيفة شاغرة في الحكومة كفيلة بخفض البطالة إلى النصف.. وكلمة شاغرة إذا لم تكن اللغة العربية قد غيرت معانيها.. تعني خالية.. وهذا غير صحيح.. والصحيح أن هذه الوظائف يشغلها موظفون مستقدمون أي هم عمالة أجنبية وهذا ما فهمته من سياق الحديث.. ويطالب العاطلون عن العمل بطرد هؤلاء من وظائفهم وتوظيف سعوديين مكانهم وهو مطلب عصبي أو غير معقول ولا منطقي.. فسوف تختل عجلة العمل في الحكومة، إضافة إلى أن بعضهم خبراء لا يمكن الاستغناء عنهم.. والمعقول أن يوضع نظام يحتم إذا خلت وظيفة حكومية يشغلها أجنبي يمكن إحلال سعودي بها أو فيها.. إذا توافرت فيه شروط الوظيفة.
إننا نعرف أن السعودة أو توطين الوظائف عمرها أكثر من 19 عاما ــ بدأت تقريبا عام 1994، ثم نشطت في السنوات الأخيرة، خصوصا مع وجود الوزير المتفاني المهندس عادل فقيه، ولكن السعودة لم تصل بعد إلى مبتغاها حتى الآن.. ومعنى ذلك أن أمامنا سنوات طوالا لتحقيق السعودة التي نرجوها.. إنه طريق بلا نهاية.