من أين لك هذا؟

في زمن حرية الكلمة والرأي في "تويتر" لم يبق لهواة كلمة "وقفوه" معنى، فهؤلاء الذين يخشون من النقد أكثر من حرصهم على النجاح حتى إنهم سخروا بشرا لمتابعة كل ما يكتب ويقال عنهم من انتقاد المفترض أن يكونوا في عداد المتقاعدين لا أن يستمر منهج خوفهم على تلميع صورهم ويستمر عدم تقدمنا معهم.
في الأسبوع الماضي كتب الزميل فيصل الشوشان مقالة فيها استفسارات وانتقاد دائر في كل مكان عن سبب شكوى معظم العاملين داخل "قناتنا" الرياضية من محللين ومراسلين، لعدم صرف مرتباتهم الشهرية وأيضا عن عدم صرف مكافأة الضيوف التي استمرت لفترة طويلة ومن غير حتى تبرير مقنع لذلك وبصفته مسؤولا في القسم الرياضي لإحدى الصحف الوطنية وإعلاميا، وقبل كل ذلك مواطن غيور على شكل رياضة الوطن وضع تساؤلاته واستفساراته وبدلا من الرد عليها جاءه رد بالإيقاف وكأننا نعيش في القرن الماضي.
هنا كان الاستغراب من معظم الزملاء الإعلاميين الذين لم يستغربوا المقالة ولكن كان الاستغراب عن إيقافه، وكيف لنا أن نثق بفكر مسؤول يتعامل مع النقد بجبروت قطع الأرزاق، ولحظتها يحق لنا أن نتساءل من أين لك هذه القوة في زمن "تويتر"؟
شخصيا لا أعلم من المتسبب في قطع رزق زميلنا وأيضا لا أهتم بمعرفته، ولكن كل ما أهتم له هو معرفة أن الإعلام رقيب من حقه البحث عن الأخطاء و السلبيات حتى يسهم في مسحها، كي يتقدم الوطن وأهتم بأن يعرف المسؤول أن القناة الرياضية هي "لنا" ونبحث عن تطويرها من خلال العمل وليس الوعود، وأهتم أخيرا على مسح ثقافة "وقفوه" من قاموس صحافتنا وإعلامنا؛ لأنها لا تقدم بل تسهم في تشويهنا أمام الآخرين الذين يتنافسون على منح الإعلام كل صلاحياته حتى يعملوا دون أخطاء ولا خوف.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي