بالتأمل نكسب القلوب

الاستجمام الذي يجدد الطاقة والحيوية للإنسان، عادة ما يكون في المنتجعات حيث الأجواء هادئة لا يسمع فيها سوى خرير المياه وزقزقة العصافير، الشيء الذي يضفي على الأنفس المزيد من الطمأنينة والراحة النفسية.
لكن ليس بإمكان كل شخص أن يتوجه إلى مثل هذه المنتجعات المرفهة من أجل التخلص من ضغوط الحياة اليومية والتوتر الذي يصيب الإنسان في هذا العصر المتسم بسرعة الإيقاع وفي المدن الشديدة الازدحام. وهنا لا يجد الكثيرون من سكان المدن ومن ذوي الدخل المحدود سوى أن يلجأوا إلى رياضة التأمل أو إلى رياضة اليوجا التي تمنح ممارسها بعض الطمأنينة والهدوء والراحة النفسية.
كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة "ديسكونشن" بمدينة "ماديسون" على 16 من رهبان التبت عن إمكانية تدريب الإنسان على تعزيز المشاعر الإيجابية التي تجلب الراحة النفسية، وتساعد في التغلب على المشاعر السلبية مثل التوتر أو العصبية أو الغضب.
كما أظهرت الدراسة أيضاً أن التأمل من شأنه أن يعزز مشاعر الشفقة والحب والود، فقد أجرى الباحثون بحثاً نشر في دورية "بابليك لايبرري أو ساينس"، تضمَّن عمليات رسم للمخ باستخدام أسلوب الرنين المغناطيسي التصويري الوظيفي لمسح المخ لدى الرهبان الذين مارسوا عشرة آلاف ساعة على الأقل من التأمل.
أظهر البحث أن مركز الأحاسيس والانفعالات في المخ، المسؤول عن مشاعر مثل الشفقة، نشط بشكل أكبر لدى الذين مارسوا التأمل لعدة سنوات. وتحت مقارنة الرهبان بمجموعة من 32 شخصاً تم تدريبهم قبل أسبوعين ولأول مرة على نفس الأساليب، وفي جلسات التأمل هذه طُلب من المبتدئين أن يفكروا في شخص ما يهتمون به مثل أبويهم أو إخوتهم أو أي شخص يحبونه، وأن يتركوا مشاعر حب الغير تغزو عقولهم.
وكشف الباحثون أن المسح بالأشعة أظهر نشاطاً ملحوظاً في مركز الأحاسيس والانفعالات في المخ، كما أظهر أن نشاط المخ لدى الرهبان المتأملين الذين تركوا مشاعر الحب تجاه الآخرين تغزو عقولهم كان أقوى عندهم مقارنة بالآخرين الذين شملهم البحث.
هل تنضم إلى قافلة المتأملين .. أم تبقى كما أنت؟ .. الإجابة .. أنت حر!!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي