الزعامة التاريخية .. بشهادة عالمية

لم يعد وجود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ضمن قائمة أكثر الشخصيات العشر الأولى تأثيراً ونفوذاً، خبراً، فهو فيها للمرة الخامسة على التوالي. والخبر هو ذاك الذي يحتوي متنه نبأً، وهذا النبأ بات معروفاً على الساحة الدولية كلها. ولعل من أهم دلالات اختيار مجلة ''فوربس'' الأمريكية الملك عبد الله ضمن القائمة المشار إليها، أنه قائد وزعيم مؤثر ونافذ.. مستدام. أي أنه بات جزءاً من هذه القائمة دون انقطاع. فالزعامات الحقة والحقيقية، لم تكن في أي يوم من الأيام موسمية، أو حسب الظروف، أو آتية من حالة رد فعل. والقائمة التي تقدم فيها خادم الحرمين الشريفين، على كل من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، تجسد ما هو موجود في الواقع، لا في التمنيات. وهي خاضعة لمعايير ثابتة وواضحة، كما أنها تدخل في أدق التفاصيل، وتستند إلى النتائج لا المخططات فقط.
اختيار الملك عبد الله ضمن قائمة الزعامات الأكثر نفوذاً وتأثيراً، يستند إلى عدة حقائق، في مقدمتها شخصية خادم الحرمين الشريفين نفسها. فقد أظهر على مدى السنوات الماضية، قيادة حكيمة وعقلانية، تحاكي الحاضر وتتدبر استحقاقات المستقبل، برؤية لا تترك للمصادفات مجالاً، ولا للمطبات أو العقبات مكاناً. وهو بذلك يترك الآثار لمن يرغب في أداء قيادي، يدخل به التاريخ من بابه الواسع. والقيادة والزعامة، هما كل متكامل، لا يمكن تجزئتهما. وممارستهما داخلياً وخارجياً، بأعلى قدر من المسؤولية والحكمة والعدالة والتجارب الناجحة، تكرس حقيقة القائد. فشخصية الملك عبد الله هي دائماً الأساس، في مقارنته بباقي الشخصيات العالمية المؤثرة أو النافذة. ولولا طبيعة هذه الشخصية، لما تحقق الكثير من الإنجازات، ولما تبلورت المواقف بالشكل الذي يخدم القضايا المحلية والخارجية، بما يتوافق مع المبادئ والأخلاقيات التي تقوم عليها المملكة.
في الأعوام الماضية، تحقق الكثير في المملكة، والكثير من المنجزات المرتبطة بها خارجياً. فقد احتلت المركز الأول بين دول مجموعة العشرين، من حيث الإيفاء بتعهداتها محلياً وخارجياً، ومخططات التنمية التي يجري تنفيذها فيها، باتت خبراً يومياً بتفاصيلها ومستجداتها، والإصلاحات التي أحدثتها القيادة محلياً أيضاً، لا تمضي بسرعة فحسب، بل تطرح ناتجها مباشرة على الساحة. والاهتمام المباشر من خادم الحرمين الشريفين، بالمشاعر المقدسة وتطويرها، ورصد الاستثمارات اللا محدودة لها، يزيد أيضاً من مكانة الملك عبد الله، على الساحة العالمية. لقد وضع معياراً ثابتاً لا أحد يستطيع القفز عليه، وهو أن العاملين في الحكومة كلهم، هم في مواقعهم لخدمة الشعب، ولتحقيق أفضل ناتج لمخططات المملكة التنموية، وليسوا هناك للوجاهة.
هذا الحراك أراده الملك عبد الله لصناعة المستقبل أيضاً، وليس لتسيير الأعمال، أو لمنجزات مرحلية فقط. ووضع له المعايير التي لا تقود إلا إلى النجاح، وتنفيذ دقيق لمخططات شاملة. وفي خضم هذا الحراك، تقوم المملكة في ظل هذه القيادة، بدورها السياسي الريادي على الساحتين الإقليمية والدولية، مستندة إلى مبادئها المعلنة منذ عشرات السنين. لا تسييس للحق والحقوق. وهي تمارس السياسة في محلها، لا في ساحات لا تقبلها، الأمر الذي عطل حراك أولئك الذين يمارسون السياسة في كل شيء، حتى في الحقوق القاطعة. لقد عكس اختيار ''فوربس'' خادم الحرمين الشريفين، حقيقة أخرى، تتمثل في دور المملكة على الساحة العالمية. وهذا الدور في الواقع، وليد قيادة حفظته وطورت أدواته بما يليق بالبلاد كلها. هذا يعني بصريح العبارة أن التاريخ في المملكة يصنع يومياً، بقيمتها وقيادتها، ولأن الملك عبد الله نبراس قيادته القيم الرفيعة سعت إليه شهادة العالم بفرادة تأثيره وتميزه التاريخي على المستوى الكوني.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي