تنظيم مطاف كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة

حج مبرور وسعي مشكور لحجاج بيت الله الحرام. تميز حج هذا العام بنجاح تنظيمي وأمني منقطع النظير. فحجاج بيت الله الحرام نعموا خلال هذا العام بأداء شعائر الحج بيسر وسهولة. لا شك أن نجاح حج هذا العام نتاج جهود جبارة عملت بإخلاص وصدق من أجل راحة ضيوف الرحمن. فالزائر والمتابع المنصف وغير المنصف يقر بأن مشاريع تطوير الحرمين الشريفين قفزت قفزات تاريخية كان آخرها توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التاريخية. فمثلا شهد الحرمان الشريفان تطويرا ليس فقط على مستوى التوسعات الإنشائية بل حتى التوسع في نوعية الخدمة المقدمة لضيوف الرحمن. فتخصيص معهد باسم خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة خير دليل على توجه الحكومة الاستراتيجي من أجل ضمان أن الخدمة المقدمة لضيوف الرحمن تحاكي التطوير على مستوى التوسعات الإنشائية.
ولعل من النجاحات التي تحققت هذا العام نجاح خطة تفويج الحجيج عبر قطار المشاعر. فقطار المشاعر أسهم في انسيابية حركة الحجاج بصورة تدعو للفخر. باعتقادي أن أحد أهم أسباب نجاح قطار المشاعر يعود إلى التكامل بين الناحية التنظيمية لتدفق الحجيج والناحية الأمنية. هذا التكامل بين المتابعة الأمنية والمتابعة التنظيمية تحفزنا لأن نتوسع في تفعيل هذا التكامل بصورة أشمل، حيث تشمل تدفقات حشود الحجاج من وإلى الحرم الشريف. فمثلا تتم إدارة تدفقات حجاج بيت الله الحرام للدخول إلى الحرم الشريف والخروج منه بواسطة جهة متخصصة في إدارات الحشود، بينما يبقى دور رجال الأمن في المتابعة الأمنية وضمان تحققها. فدور الجهات الأمنية أسهم ويسهم بصورة فعالة في استتباب الأمن لضيوف الرحمن وأسهم في إحباط العديد من محاولات الإخلال بأمن ضيوف الرحمن. لكن متطلبات التطوير والتنظيم تتطلب وجود فريق آخر موازي للفريق الأمني يشارك في توفير الحلول اللأزمة لضمان انسيابية حركة زوار الحرم الشريف وترتيب أولويات الحركة خصوصا حركة كبار السن وأصحاب الاحتياجات الخاصة. المشاهد خلال هذا العام أن هناك ضعفا وإرباكا في إدارة حركة كبار السن وأصحاب الاحتياجات الخاصة خصوصا حركة الدخول والخروج من المطاف المخصص لكبار السن. فمثلا كان المسار المخصص لدخول كبار السن والمعوقين للمطاف مسارا واحدا فقط وتم إدخال عربات المعوقين وكبار السن عربة عربة. هذا الإجراء أدى لإرباك وتكدس أعداد كبيرة من الحجاج خصوصا من قبل كبار السن ومن المعوقين بصورة لا تخدمهم إن لم نقل تعوق حركة دخولهم إلى الحرم الشريف وخروجهم منه. لذا فإنني أعتقد أن الحرمين الشريفين، خصوصا الحرم المكي في حاجة إلى إدارة تنفيذية تسهم في رفع مستوى تنظيم دخول الحجاج إلى الحرم الشريف وخروجهم منه. باعتقادي أننا في حاجة إلى جهة مسؤولة ومتخصصة في إدارة وتنظيم الحشود مساندة للدور الأمني، حيث تشارك في ضمان انسيابية حركة الدخول إلى المطاف المخصص لكبار السن. من المؤسف أن إدارة المطاف الخاصة بتنقلات كبار السن والمعوقين لا توازي حجم المشروع والأهداف التي وضعت له. ولعل حداثة تشغيل مطاف كبار السن وتشغيله للمرة الأولى هذا العام قد يفسر جزئيا هذا الضعف التنظيمي خلال هذه السنة. لذا أتمنى أن يستفاد من ضعف انسيابية الدخول إلى المطاف المخصص للمعوقين وكبار السن الذي حصل هذا العام، حيث تكون له الأولوية التنظيمية خلال العام المقبل خصوصا أن هذا المطاف يعتبر لفتة إنسانية من لدن خادم الحرمين الشريفين لرفع كفاءة الخدمة المقدمة لأصحاب الاحتياجات الخاصة، التي تستحق أن تكون لها الأولوية دائما في كل الخدمات، فضلا عن الخدمات التي لها ارتباط بشعيرة دينية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي