ماهي اسباب عدم القلق لمحافظ مؤسسة النقد ..؟!!

جاءت تصريحات محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي بقوله انه غير قلق علي استثماراتنا في سندات الخزانة الامريكية في ظل الأزمة الحالية !! وتعتبر مؤسسة النقد العربي السعودى أحد أكبر حاملي سندات الحكومة الأمريكية في العالم إنها لا تشعر بالقلق من الأزمة السياسية في واشنطن والتي قد تتسبب في عجز الولايات المتحدة عن سداد ديونها. وقال محافظ مؤسسة النقد السعودى فهد المبارك للصحفيين لدى سؤاله عما إذا كان قلقا "لا. فقد تعرضوا لهذا (الموقف) من قبل وتغلبوا عليه" دون أن يخوض في تفاصيل...!!

وقد جاءت تصريحات المبارك على هامش اجتماعات لمسؤولي النقد والمالية في الخليج بالرياض وتستثمر السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم قسما كبيرا من إيراداتها في شراء أصول أمريكية. ويعتقد أن غالبية الأصول الأجنبية الصافية لمؤسسة النقد والتي تبلغ قيمتها 690 مليار دولار مقومة بالدولار الأمريكي ومعظم هذا المبلغ في شكل سندات خزانة أمريكية.

وكان بعض مسؤولي النقد الآخرين في الخليج عبروا عن ثقتهم في أن واشنطن ستتغلب على أزمتها السياسية في النهاية دون الإضرار بالأسواق العالمية وذلك خلال اجتماع في أبوظبي سابقا. وينبغي للكونجرس الأمريكي الموافقة على مشروع قانون لرفع سقف الدين الحكومي البالغ 16.7 تريليون دولار بحلول 17 أكتوبر المقبل وإلا فستواجه الحكومة الأمريكية خطر التخلف عن السداد..!!

هذا التصريح موجه للرأي العام وفيه كثير من التفاؤل، لكن المحافظ لم يشرح أسباب عدم قلقه حينما وجًه له السؤال وهنا ارى انه كان يجب على معالى المحافظ بحكم انه المسئول الاول عن هذا الملف ان يشرح للجمهور والمهتمين الاسباب التى دعته الى عدم قلقه وتفاؤله ...!! فالامر هنا له وجهان الاول بث الطمأنينة لجموع الجماهير وهذا ما صرح به ولكن كان ينبغى عليه ان يذكر الاسباب لحالة التفاؤل وهو الوجه الثانى ..!!

وخصوصا فى موضوع على قدر هائل من الاهمية وما يستتبعه من قضايا مرتبطة به حيث ان جزء كبيرا من الاستثمارات السعودية فى سندات الخزينة الامريكية وبصرف النظر عن كون المعركة القائمة فى موضوع سقف الدين بين الجمهوريين والديمقراطيين معركة سياسية او اقتصادية وان الغالب ان هذه المسألة سيتم حلها فى جميع الاحوال ولن ينتظروا حتى تتسبب فى خطر التخلف عن السداد ولو اقتضى الامر اتخاذ الرئيس الامريكى القرار بمفرده وعلى مسئوليته حيث لن يتسامح الامريكان فيمن يضعهم فى هذا المأزق حال حدوثه...!!
ويجب فى هذا الصدد ان نفرق بين عدم رضانا عن بعض سياسات امريكا من ناحية وبين مصالحنا الاقتصادية من ناحية اخرى.

فالحقيقة التي يجب ان يتذكرها الجميع هي ان الاقتصاد الامريكي هو اكبر اقتصاد في العالم بناتج قومي غير مسبوق يبلغ نحو 15 تريليون دولار بينما الدخل القومي لثاني دولة في العالم (الصين) يقارب نصف هذا الرقم تقريبا. وان الدولار الامريكي هو العملة الرائدة في العالم وما زال كذلك رغم الازمة العالمية، وهو اكثر عملة تستخدم في تسوية صفقات التجارة العالمية، وان اغلب التجارة العالمية وتجارة المملكة تتم عن طريقه...!!

وجدير بالذكر ان ادوات استثمار الفوائض المالية وتنوعها وتطور اسواقها موجودة في السوق الامريكي اكثر واوسع من اي مكان آخر بالعالم لذا تستثمر فيه حكومات كثيرة مثل الصين والسعودية (وغيرهما من دول العالم) فوائضها المالية. وفى الغالب ان الاقتصاد الامريكي سيبقى رائدا لعقدين قادمين علي الاقل. وارى ان تنويع محفظة الاستثمارات السعودية في اصول واستثمارات مالية متنوعة ومتعددة المناطق جغرافيا وقطاعيا بقدر الامكان هو الاسلم والاضمن والابعد عن المخاطرة ...!!

اما الامر المهم بالنسبة لنا هو بث الطمأنينة واتخاذ الخطوات المناسبة فى حال حدوث هذه المشكلة وكما اسلفنا فان المملكة لديها استثمارات هائلة وما يستتبع ذلك من تقييم وارتباط الريال بالدولار الامريكى ومع احترامى للاصوات المطالبة برفع قيمة الريال مقابل الدولار الاان لهذا الرأى سلبيات عديدة لعل اهمها تخفيض قيمة تلك الاستثمارات المقومة بالدولار بنفس نسبة رفع الريال او قريبا منها بالاضافة الى انه على مدى عقود لم تفلح هذه السياسة الامريكية فى سعيها برفع عملة كل من الصين واليابان ....!! ولكل شئ في الدنيا فوائد ومخاطر والحكمة تقتضى تعظيم هذه الفوائد وتخفيض تلك المخاطر بالصورة الممكنة...!!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي