الاحتقان والطوفان

أؤمن بأن حديث المجتمع الحالي والساخن عن الاحتقان في المدرجات ليس بالحدث الجديد وأؤمن أكثر بأن هذا الداء لم يخرج من المدرجات بل إن مواقع خروجه أماكن أخرى كثيرة وليست الجماهير إلا مخرجات هذه الأماكن، لذلك دعونا نذهب إلى موطنها للقضاء عليها هناك.
في البداية ما تعريف الرياضة؟ حسب "ويكيبيديا"، هي "عبارة عن مجهود جسدي عادي أو مهارة تمارس بموجب قواعد متفق عليها بهدف الترفيه، المنافسة، المتعة، التميز، أو تطوير المهارات، تقوية الثقة بالنفس واختلاف الأهداف، اجتماعها أو انفرادها يميز الرياضات إضافة إلى ما يضيفه اللاعبون أو الفرق من تأثير في رياضاتهم"، هنا أبحث عن مقارنة بين هدفها الأساسي وبين هدفنا منها وبسهولة نكتشف أن هناك تضاربا ملحوظا بيننا وبينها فهي للمتعة ونحن نعتقد أنها "تكسير رؤوس" وهي منافسة وآخرون يعتقدون أنها حرب آخذين شروط الخدع لها وهي فروسية تحظر معها تقبل الخسارة وبعضنا جعلها "أنا ومن بعدي الطوفان"، إذاً الخلل ليس فيها وهي لا تنتج فكرا يعتقد أن حزن الفريق الآخر فرح له فهذه "كراهية" وليست تنافسا وهي لا تطلب من المناصرين أن يتركوا فرقهم ويذهبوا إلى هدم الفرق المنافسة بل إنها جعلت محيط الملعب هو "الفيصل" للانتصار، أما هنا مع الأسف الشديد فإن المكتب والبيت والشارع وكل أماكن الحياة هي معيار انتصار، يقول أحدهم: "إن التعصب من شروط المنافسة"، قلت له" "أتفق معك، ولكن ما يحصل عندنا هو كراهية بغيضة والفرق بين الأولى والثانية مثل الفرق بين الإعلام المطور، والإعلام المتدهور"!
أعترف بأن بعض الإعلام الرياضي أسهم في خلط المفاهيم لدى المتلقي البسيط فهم من بدأوا بنقل المنافسة من الملعب، أما الآن فإن هناك غيرهم يكملون ويرسخون هذا المفهوم بطريقة سلبية، متناسين أن اهتمامهم يفترض أن يركز على مفهوم الرياضة قبل الرياضة نفسها!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي