ما هو اليوم الوطني؟

في يوم الوطن احذروا أعداء الوطن، هذه عبارة لا يُبتدأ بها؛ لكنها صلب مقالي اليوم، لأن أعداء الوطن ساءهم احتفال المواطنين السعوديين الباذخ احتفالياً، وأفراح الشباب بالذات بهذه المناسبة، فبدأوا بث سمومهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل الاحتفال بزمن لإحباط فرحة الناس، خصوصاً من تختلط عليهم فكرة الوطن بأمور أخرى سياسية أو اجتماعية، فيرمون حجراً لتعكير صفو المفهوم في فهم المحتفلين، وعمد بعضهم لبث الفوضى في التجمعات البريئة، وشعارات الفتنة، وهو شيء متوقع، فأعداء الوطن يركبون أي مناسبة لخلط أوراق المفهوم والفكرة بأمور تتعلق بهموم المواطن اليومية في سبيل أن ينفذوا بشرهم للتماسك الاجتماعي الموالي للوطن؛ والذي يستجيب لفرحة العيد السنوي فأرادوا إفسادها، مع العلم أن فكرة الوطن لا علاقة لها بأداء قطاع، أو فساد أو صلاح، هي فكرة سامية فوق كل اعتبار.
الوطن كيان يظلل حياتنا، وليس هو حياتنا بملابساتها وصراعها الوقتي، بمعنى هو ما مضى من الزمن من تاريخنا وما بعد تاريخنا مما يأتي من الزمن.
وفكرة الوطن تعني كياناً معترفاً به يكون مظلة أمة تعيش على أرضها ولها رموز تجلها وتنتمي إليها عاشت أو تعيش على أرضها التي ارتوت بدماء أسلافها لحمايتها، وغرست جذورها عميقاً في ترابه، وتنتمي لتجمعها بارتباطها وتضامنها للدفاع عن الوطن وكيانه ضد أي اعتداء خارجي؛ وذكرى الوطن يوم نستعيد فيه مفاخر الوطن ليعرف الصغار ما عرفه الكبار، فهو عيد للكيان العظيم الذي صنعه الأجداد ودافعوا عنه حتى وصل إلينا وعشنا بخيراته في أمان.
لا يعرف قيمة الوطن إلا أولئك المتغربون قسراً، ومن سلبوا حق المواطنة، أو ضاعت أوطانهم بغزو، أو احتلال، هؤلاء فقط يحدثونك عن الغربة ومعنى الانقطاع من شجرة الوطن الوارفة، إن الوطن ونحن نعيش فيه مثل البحر للسمك، إن لفظنا وطننا فلا وطن يحتوينا وإن احتوانا سنكون نبتة غريبة لا تنتهي غربتها.
تمسكوا بالوطن، وأحبوا مَن يواليه وعادوا مَن يعاديه، فغير هذا الوطن لا وطن لكم، وغير هذه الأرض لا أرض لكم، وعلموا أولادكم حب الوطن، بل اشرحوا لهم باستفاضة ما هو الوطن، ومن أين صار وطنا؟ هذا واجبنا ومَن لا يؤمن به فليس منا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي