حماية الملايين
ليست هفوة أو هفوتين يمكن أن تغتفر ولا تؤثر في نتيجة المباراة، بل أخطاء بدائية متكررة وبالجملة وقع فيها الحكام في مباريات الجولتين الأولى والثانية من دوري جميل، الذي يبدو أن إثارته ستحمل لواء النصف الآخر المغاير من اسمه، لتكون الإثارة كالعادة في كل موسم خارج الملعب.
في ظل هذه المآسي التحكيمية بالتأكيد لن ألوم الرئيس والمدرب واللاعب والإداري وعضو الشرف الذين وقعوا في قلب هذه المعاناة على الخروج عن النص ورفع الصوت عالياً داخل الملعب وخارجه بحثاً عن عدالة مفقودة تقلب موازين اللعبة؛ يصبح المتفوق فيها خاسراً، والسيئ منتصراً.
لن ألومهم بالطبع فهم بذلوا الغالي والنفيس والوقت والجهد منذ نهاية الموسم الماضي، لكنني ألوم الاتحاد السعودي الذي ظل يتفرج على كل هذه المشاكل التحكيمية التي أصبحنا على موعد معها في كل جولة دون حساب أو عقاب أو مساءلة، ولا أعتقد أنها ستختفي طالما أن قوانين لجنة الانضباط قد فصِّلت بدقة متناهية لحماية الحكام والوقوف معهم وكأنها تقول لكل حكم: افعل ما بدا لك في هذا الميدان الفسيح، فاللوائح معك وستكون رادعة لكل من يفكر مجرد التفكير في التصريح بغضب تجاهك بعد أي مباراة!
أعرف أن من البدهيات أن الأخطاء جزء من اللعبة، وأن الحكام بشر يصيبون ويخطئون، لكن ما يحدث في كل مباراة وفي كل جولة من أخطاء جسيمة يستحق أن أطرح معه سؤالاً في غاية الأهمية:
مَن يحمي الأندية التي أنفقت الملايين تلو الملايين من أخطاء الحكام القاتلة؟
لن أنتظر إجابة عن هذا السؤال في الاجتماعات الشهرية التي تعقدها لجنة الحكام، فهي عبارة عن (شو إعلامي) ولا تختلف كثيراً عن البرامج التلفزيونية التي تناقش أخطاء الحكام بعد كل مباراة، لكن هذا السؤال يقودني إلى طرح سؤال آخر في غاية الخطورة يتداول في بعض الصحف عما إذا كان الحكام يريدون إسقاط رئيس لجنة الحكام عمر المهنا أم لا؟
المعني بهذه الاتهامات الخطيرة الاتحاد السعودي، وإذا كانت هذه الاتهامات صحيحة فهي أمر يؤثر بلا شك في نزاهة اللعبة ويضر بالأندية، ولا أعتقد أنه يمكن أن يغيب عن أذهان مسؤولي الاتحاد أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أطلق خطاً ساخناً للمسائل المتعلقة بحماية النزاهة ومكافحة التلاعب والفساد في كرة القدم، وهذا ما ننتظره بالتأكيد حماية لملايين الأندية ومتعة كرة القدم!