عراقيل بدائية

لا يكفي لتطبيق مشروع الخصخصة قيام فريق عمل ما بالتخطيط ودراسة واقع الكرة السعودية وكيفية الاستثمار الأمثل دون أن يكون هناك وعي كامل بأهمية هذا المشروع المهم من جهات متعددة يقع على عاتقها مهمة إنجاح هذا البرنامج الطموح والمشاركة فيه بفاعلية كبيرة كالرئاسة العامة لرعاية الشباب والاتحاد السعودي لكرة القدم والأندية والجماهير والشركات والمؤسسات الاستثمارية.
يوماً بعد يوم تثبت الأحداث المتصلة بكرة القدم السعودية بما لا يدع مجالاً للشك أننا بعيدون تماماً عن مواكبة تدشين هذه المرحلة التاريخية المهمة، يستوي في ذلك كل الجهات الآنفة الذكر التي تغط في سبات عميق لم تستطع معه أن تتفهم ماهية الخصخصة وأبعادها وتأثيراتها الإيجابية، وما يمكن أن تقدمه من حلول مالية وإدارية لجميع الأندية التي تقع تحت طائلة الديون المتراكمة والعبث الإداري الذي يتكرر مع كل إدارة وفي كل موسم!
تأخر الرئاسة العامة لرعاية الشباب في إنجاز الاستادات الرياضية - كما يحدث في ملعب الأمير عبد الله الفيصل تحديداً- نموذج من نماذج إعاقة مشروع الخصخصة، فهو يمكن أن يقدم صورة غير حقيقية لمستوى وجماهيرية أندية كبيرة كالاتحاد والأهلي أصبحت تضطر إلى السفر خارج ملاعبها وتتأثر فنياً جراء اللعب على ملعب الشرائع بمكة الذي لا يمكن أن يستوعب جماهيرتها العريضة في جدة، لتقديم نفسها للشركات الراعية التي لا تعترف إلا بلغة الأرقام والإحصائيات فقط!
النصر هو الآخر لم يسلم من العراقيل التي أصبحت تتشكل في طريق الخصخصة، ولعل إحصائية أعداد الجماهير التي أعلنت بعد مباراة نجران إجحاف واضح بحق جماهيرية النصر الذي ينتظر هو الآخر عقود الرعاية؛ تتحمله إدارة النصر التي "قبضت" مبالغ تسويق التذاكر الزهيدة، وتركت الجمل بما حمل لتبريرات غير منطقية على هذا الموضوع، ليضيع حق النصر بين الشركة المسوقة ورابطة دوري المحترفين وصمت غريب من إدارة الملعب!
هذه القضايا الشائكة والمتكررة عراقيل كبيرة في وجه (الخصخصة) التي يهمها بالدرجة الأولى اطمئنان الملاك الجدد على جدوى الاستثمار في هذه الأندية، وهل تحظى بجماهيرية كبيرة أم لا؟ لتتمكن من تسويق منتجاتها ومشاريعها وأفكارها، لبناء علاقة حقيقية حية تقوم على التفاعل بين الجماهير والأندية والشركات الراعية.
إن المرحلة القادمة تتطلب الشفافية التامة في الإحصائيات المتعلقة بالتسويق وقياس الشعبية، والقدرة على تنفيذ وتسريع المشاريع ذات العلاقة بالاستثمار، ومحاسبة الشركات المسوقة على كل صغيرة وكبيرة، وهذا لا يمكن أن يحدث دون أن تتوافر كوادر إدارية مؤهلة تتفهم أبعاد الاستثمار، وتحافظ على حقوق الأندية التي يجب أن تدرك أنها الحلقة الأهم في حلم الخصخصة الكبير!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي