الطلاق الجيني

يبدو أن أسباب الطلاق بدأت تتزايد بشكل مستمر، فكل يوم تظهر أسباب طلاق جديدة منها ما هو ديني أو اجتماعي أو صحي، ولكن لم يخطر في بال أحد أن يكون أحد أسباب الطلاق جينياً!
نقطة دم واحدة قد تكشف عن زيادة أو نقص مادة معينة أو خلل جيني لدى المرأة يدفعها لإنهاء علاقتها الزوجية، وتحد من تفشي حالات الطلاق والخلع في المستقبل!
وبعد اكتشاف الدور الذي يلعبه بروتين أو هرمون الفاسوبروسين لدى الرجال الذي يجعل البعض منهم يعدد ولا يكتفي بزوجة واحدة، وجد فريق البحث العلمي نفسه من معهد "كارولينيسكا" السويدي بقيادة الدكتورة هايسي والوم، أن المرأة تحمل جينا خاصا يعرف بـ A-allele تذبذب مستواه لديها يؤثر في مدى استفادتها من "هرمون الحب أو الارتباط"، كما يسمى أو "الأكوسيتوسين" مما يجعلها أقل صبراً على تحمل مواصلة الحياة الزوجية، فهو يحدد مدى نجاح العلاقة الزوجية أو فشلها، ويدل على أن الطلاق من الممكن أن يورث مثل لون العين والطول ولون البشرة، وذلك بعد دراسة أجروها على 1800 امرأة وأزواجهن لمدة خمس سنوات وأكثر.
وهذا الطلاق الجيني أُثبت في دراسة أمريكية حديثة قام بها عالم الجينات فيكتور جوكين بعد أن أجرى تجاربه على 3500 زوج وزوجة حياتهم مهددة بالطلاق، وتوصل إلى أن 50 في المائة من العوامل المسببة للطلاق وراثية!
إذاً هل حالات الطلاق المتكرر يكون أصحابها ضحايا الجينات؟! أم نتاج طفولة بائسة عانت انفصال الوالدين، أم لأنهم ورّثوا هذه الصفة لأولادهم؟!
ألا توجد عائلات يكثر فيها الطلاق وأخرى يكون نادرا ومستغربا رغم أنهم قد يعانون المشكلات والمعوقات الحياتية نفسها؟!
ورغم أننا نعلم جميعا أن هناك أسبابا اجتماعية ونفسية تلعب دورا مهما في مسألة الطلاق إلا أنها هي الأخرى نتاج صفات جينية موروثة!
ومن هنا يجب أن نغير نظرتنا للزواج، فلا يكفي الحب أو الانجذاب لتحقيق علاقة زوجية دائمة وناجحة كما توحي بذلك القصائد والأشعار والمسلسلات، فالعلاقة العاطفية بين طرفين من فترة الحب والخطوبة ثم الزواج المستمر أو الطلاق تحكمها الكيمياء! فكيمياء الحب والانجذاب في البداية تزيد من إفراز "الدوبامين" المسؤول عن الانجذاب العاطفي والتعلق بالحبيب رغم كل عيوبه، ولكن هذه المادة ليست كافية لاستمرار العلاقة، لذا يأتي دور الأوكسيتوسين الذي يساعد على استمرار الحياة بين الزوجين والتعايش مع العيوب.
ونحاول أن نزيد من إفراز هذه المواد في أجسامنا إما بتغيير المكان بالسفر وزيارة الأماكن التي تذكر بالأيام الأولى من العلاقة وتبادل الهدايا مما ينشط هرمون الانجذاب أو زيادة جرعات الحنان والمودة بين الزوجين مما يزيد من إنتاج هرمون التعايش أو الحب.
وإذا لم تجدِ هذه الطرق فلنطالب بالكشف عن هذه المواد لدى الزوجين في فحص الزواج لمعرفة مصير هذا الزواج، لنتراجع من البداية!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي