لماذا يتفوق الفتح؟

هذا هو السؤال المهم الذي يجب أن تبحث عن إجابته كل الأندية التي تتطلع إلى تحقيق البطولات، فالفتح النموذجي لا يزال يقدم دروساً عملية لمن أراد أن يحقق الدوري ويتبعه بالسوبر ويستمر على هذا النهج دون اتباع سياسة التنظير التي تنتهجها معظم الأندية، والتي تقوم في الأساس على خداع الجماهير بإطلاق الوعود والثرثرة الكلامية التي لا تقدم ولا تؤخر، وتحميل النادي ما لا يطيق مالياً.
تفوق الفتح بالتأكيد لم يأت مصادفة أو من فراغ أو نتيجة تراجع مستوى الفرق الكبيرة - كما يزعم البعض - بل جاء بناء على استراتيجية "السهل الممتنع" التي تبدو سهلة في نظر الآخرين من الناحية النظرية، لكنه يستحيل تطبيقها إذا لم تمتلك الفكر الذي يدير النادي ويجري في دم كل المنتمين إليه بدءاً من أصغر مسؤول فيه حتى الرئيس.
أهم مزايا هذا (السهل الممتنع) الذي قاد الفتح لأن يسجل اسمه في عالم البطولات والمنافسة بقوة يتمثل في المنهجية الفنية الثابتة التي أصبحت تعتمد على مجموعة متناغمة اختيرت منذ سنوات بعناية فائقة حتى أصبح الفتح من الفرق التي لا يمكن أن تحدث تغييراً فنياً جذرياً يمكن أن يهدم استراتيجيتها الفنية كما يحدث من الفرق الأخرى في كل موسم، بل في كل مباراة!
مباراة السوبر الأخيرة أكدت عمق هذه المنهجية الفنية التي لا يمكن أن تخضع للتغيير والتبديل إلا في أضيق الحدود، لذا لم يكن من المستغرب أن تكون هذه المباراة امتداداً حقيقياً لما قدمه الفتح من مستويات ثابتة ورائعة طوال العام الماضي.
الرائع في هذه الاستراتيجية التي يسير عليها فتحي الجبال بمباركة من الإدارة الشابة، أنها لم تكلف الإدارة مبالغ مالية كبيرة ولا تزال تحقق نتائج إيجابية وتحصد البطولات على أرض الواقع، والأروع لو سارت الأندية، التي تتخبط بصرف مبالغ خيالية مقابل اختيارات سيئة، على خطى الفتح، على الأقل ليتعلموا كيف يكون اللاعب الجديد الذي يتعاقد معه الفتح مولوداً في ظل هذا الثبات والاستقرار بعد أن كان في عداد المفقودين فنياً مع الأندية الأخرى!‏

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي