حتى تضحك لك الدنيا

الضحك من أهم الطرق الفعالة في قياس الحالة الصحية للعلاقة الزوجية وفي الحكم على درجة متانتها بين الزوجين، ولذلك يتعين على الأزواج الذين تخلو حياتهم الزوجية من المرح والضحك أن يستشعروا بالخطر الذي يهدد بانهيار علاقاتهم الزوجية. ومقياس الضحك والمرح الذي يعيش الحالة الصحية للعلاقة الزوجية يمكن تطبيقه على أية علاقة سواء في المنزل أو في العمل أو حتى في أوقات اللعب واللهو، وذلك لأن الضحك ينتج عن إنسان يشعر بالسعادة والاستمتاع بالحياة وبأن كل شيء على ما يرام.
وبالنظر إلى العلاقات الإنسانية من حولنا، فإنه يجب علينا أن نلاحظ ما إذا كان طرفا العلاقة يتشاركان في الضحك كثيرا، أو أن علاقاتهما تفتقد الضحك، وفي هذا الصدد ينصح الخبراء بأن الحضور الدائم للضحك والفكاهة في أية علاقة اجتماعية يضمن صمود هذه العلاقة في مواجهة الأزمات. وإذا كان من الصعب إدخال الضحك في علاقة تخلو تماما من وجود حتى الابتسامة إلا أن الأمر يستحق من أحد طرفي العلاقة عناء المحاولة، وفي الغالب إذا نجح أحدهما في كسر حاجز الصمت وإطلاق الدعابة والضحكة، فإن عدوى الضحك سوف تصيب الآخر بكل يسر.
يؤكد الخبراء أن روح الفكاهة شيء لا يورث بل يكتسب بالتعليم، وذلك بأن يجعل المرء من نفسه صائدا للفكاهة وباحثا عن الضحك في كل شيء حوله، وعندما يعثر على ما يضحكه يتعين عليه عندئذ أن يترك الضحك ينساب دون أن يستمتع به، وحتى بعد زوال الموقف الذي أثار الضحك فإنه من الضروري أن يحاول الإنسان استعارة ذلك الموقف والضحك عليه أكثر من مرة. ومن هنا فإن من يزرع الضحك والفكاهة في العلاقة الزوجية يحصد بالقطع علاقة سليمة وصحية ومستقرة ومستمرة.
من المستحب كذلك أن يحيط الإنسان نفسه بهؤلاء الذين تنير الضحكات وجوههم وأن يبتعد كلما أمكنه ذلك عن أولئك المحبطين الذين لا يرون إلا الجانب غير السوي في الحياة ولا يعتقدون بجدوى الضحك. وينصح خبراء الصحة النفسية بأن يبدأ الباحث عن الدعابة بالضحك من نفسه أولا حتى يشجع الآخرين من حوله على أن يقتسموا معه الضحكات والدعابات وتصبح السعادة من نصيبهم.
وإذا ما كان علينا أن نشجع الآخرين على مشاركتنا الضحك بإطلاق الدعابات، فإنه يتعين علينا أن ننصت إليهم جيدا ونقدر ما يقولون سواء الجد منه أو الهزل، لأن الآخرين إذا استشعروا شغفا منا بالإنصات إليهم فسوف يشجعهم ذلك على مواصلة الحوار وتبادل الفكاهات.
إن الضحكات تسعى دائما خلف الساعين إليها والباحثين عنها، كذلك السعادة تكون من نصيب الزوجين اللذين يستخدمان سلاح الدعابة عند نشوب أي خلاف بينهما، الأمر الذي يساعد كثيرا على تخفيف حدة التوتر وقطع الطريق أمام أية مشكلة قد تظهر في الأفق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي