«ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله»
عنونت المقال بآية قرآنية كريمة جاءت من وحي السماء ونزلت على أطهر خلق الله لتكون درساً وتحذيرا للعالمين، ولأننا كمجتمع سعودي ندين بدين الإسلام الحنيف فيجب أن نؤمن بأن كلام الله واقع لا محالة، وبما أننا في مجتمع رياضي ينتسب له الصالح والطالح فمن الطبيعي أن تحاك المؤامرات سواء ضد رئيس أو لاعب أو عضو أو داعم أو مسؤول بدون مراعاة عواقب هذه التصرفات المشينة التي تتسبب في خلق المشاحنات عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بحجة النقد الهادف الذي تخطى حدود الحديث عن اللعبة إلى القذف ورمي التهم جزافا دون تورع من عواقب النقد الجارح والمذموم، ناهيك عن الفبركة في من ينسج القصص ويتعامل معها على أنها حقائق دامغة لا تحتاج إلى تفسير أو سؤال من أصحاب الشأن.
لكل مؤامرة دنيئة ضحايا ظُلموا، بسبب إخلاصهم وتفانيهم في العمل سواء داخل أروقة الأندية أو الاتحادات الرياضية، ولذا يجب أن نتحقق من القضايا التي تطرح عبر وسائل الإعلام، فربما أن الفرصة قد أتيحت لطرف على حساب الطرف الآخر، بسبب الميول أو كون الضحية هي الحلقة الأضعف في القضية، ولا يستطيع تجييش الإعلام المحايد لصالح قضيته فيذهب ضحية أهواء أناس ليس لديهم رادع ديني أو قيم أو أخلاق.
معظم رؤساء الأندية تجرعوا مرارة الظلم واتهموا بأبشع التهم التي لا يصدقها عاقل، بسبب النجاح الذي أوصلهم للوهج الإعلامي والشهرة والوجاهة من أكثر الأشخاص الداعمين لهم، فتبدأ حياكة المؤامرات من كل حدب وصوب لتضييق الخناق على هذا الرئيس وإدارته من خلال تجييش الجماهير والإعلام ضدهم ووصمهم بأخطاء ليس لهم فيها أية علاقة، لعل دوافع هؤلاء هو الغيرة وحب الظهور، فترى من ينتقد ويحرم بعض التصرفات بالأمس يحللها على نفسه اليوم.
من يجيد قراءة الأحداث قبل وقوعها يستطيع أن يتعامل مع المتغيرات ببساطة متناهية ويرسم طريق المستقبل لفريقه بكل وضوح فيتخلص من العشوائية والاجتهادات الفردية التي ربما تتسبب في استنزاف النادي لأموال طائلة مع كثرة أخطاء المسيرين لدفة ناديهم فيضطرون إلى تغلب الجوانب الهامشية على الجوانب المهمة من أجل تحسين الصورة العامة للنادي أمام الرأي العام ووسائل الإعلام التي بدأت تتضح لها نتائج التعاقدات بعد الجولة الثالثة أو الرابعة، أعتقد أن هذه الأساليب تتخذ عندما تكون نتائج الفريق سلبية إما بسبب سوء الإدارة أو لوجود تدخلات فنية أضرت بالفريق، فتبدأ رحلة البحث عن شماعة تغطي تلك الأخطاء البدائية وسلسلة الإخفاقات المتتالية لحجب الحقيقية المرة التي وقعت فيها الإدارة أو من خلفها من أعضاء شرف أو مجالس مساندة، ولعل جماهير هذا النادي ملتزمة بتصديق هذه المبررات الواهية، خاصة عندما يتكتم الإعلامي الخبير على معظم الحقائق بحجة المحافظة على مكتسبات الموسم والوقوف بجانب النادي ورجاله ولاعبيه في مرحلة لا تستوجب الحديث عن الأخطاء، ليتم تأجيل الخوض بها حتى نهاية الموسم الرياضي مع حث الإعلام المحايد بالتزام الصمت وعدم إثارة الرأي العام بهذه الحقائق من أجل عدم تأثر نفسيات لاعبي الفريق.
يوما بعد يوم تكبر كرة الثلج مع كثرة تراكم الأخطاء التي دمدمت وأخفيت عن أعين الجماهير والمحبين ولم يتم معالجتها في الوقت المناسب، فيأتي الخطر الحقيقي ويعيش أبناء النادي تحت ضغط نتائج الفرق المنافسة وتشاهد بعدها حالة من الاستنفار بين منسوبي النادي وتطلق وعود التصحيح ونبذ الخلافات في حالة تخطي هذه المرحلة الحرجة، وبعد تجاوز الفريق هذه المحنة تعود الأوضاع إلى طبيعتها وكأن شيئا لم يحدث وتذهب تلك الوعود أدراج الرياح.