فتاوى تحريم الدخان بحاجة لتجديد
آفة التدخين بكل انواعها ومسمياتها مصدر للمرض والموت لكل من يستخدمها بل تعدى ضررها حتى لمن يتعرض لسموم دخانها من غير المدخنين او ما يعرف بالتدخين القسري او السلبي، ولا توجد أي مصلحة او فائدة من استخدام وتجارة الدخان على مستوى الفرد ولا المجتمع باستثناء فقط شركات صناعة التبغ ومن يدور في فلكهم والذي تعتبر تجارة الدخان بالنسبة لهم مصدر للأموال الكثيرة التي يحصلوا عليها على حساب صحة ومستقبل الشعوب والمجتمعات. وقد يقول القائل ان الدول تستفيد من عائدات وضرائب تجارة التبغ والدخان وهذا غير صحيح لان ما تنفقه الشعوب والدول على مشتريات الدخان والرعاية الطبية لمرضى الدخان اضعاف ما تجنيه هذه الدول من ضرائب تجارة التبغ ناهيك عن الخسائر الاقتصادية الاخرى كالحرائق التي يسببها التدخين والوفاة المبكرة للمدخنين. والسؤال الذي يطرح نفسه هل قام علماء الاسلام بدورهم الكامل في اصدار الفتاوى اللازمة لمحاربة هذه الآفة؟ هل هناك فتوى للبقالات والمحلات التجارية التي تبيع الدخان؟ هل هناك فتوى للعمال الذي يعملون في تجارة الدخان؟ هل هناك فتوى لمستخدمي منتجات التبغ بكل أنواعها هل هناك فتوى لمن يضر زوجته وأهله وأولاده وزملائه في العمل بالسموم التي يطلقها عليهم يوميا المدخن بدخانه؟ هل هناك فتوى لصاحب العمل الذي يسمح بالدخان في مؤسسته؟ هل هناك فتوى للطبيب الذي يدخن؟ هل هناك فتوى للأموال التي تجنى من تجارة التبغ ومشتقاته؟ وان وجدت هذه الفتاوى ما مدى انتشارها وبثها وتفعيلها في المجتمع؟ وهل قامت المؤسسات الاسلامية بإعطائها حقها في الخطب المنبرية والمؤتمرات والندوات الإسلامية وهل هناك جهات للمناصحة لإقناع المدخنين ومن يعمل بتجارة الدخان للعدول عن استخدام والتجارة في هذه الآفة.
تقتل آفة التدخين سنويا ستة ملاين شخصا في العالم والعدد مرشح للزيادة وتمرض اضعاف هذا العدد سنويا وهناك مئات الالاف ممن يدخلون عالم التدخين سنويا من الشباب وصغار السن وهناك ست مائة ألف قتيل من غير المدخنين في العالم سنويا ممن يتعرضون لدخان المدخنين وهناك ملايين المرضى منهم ايضا حول العالم وهناك الحرائق التي يسببها الدخان وهناك المليارات التي تهدرها الشعوب والمجتمعات بسب استخدام منتجات التبغ. اذا فهذه الآفة ليست بالبسيطة بل هي مصيبة كبيرة تهدد صحة ومستقبل الشعوب فهل اعطيت حقها من قبل علماء الاسلام وخطباء المساجد ؟