متلازمة «الخوف من فقدان شيء ما» تداهم 56 % من مستخدمي الشبكات الاجتماعية
أكد لـ ''الاقتصادية'' الدكتورة آلاء المشعل إخصائية عامة أن الحد الأقصى لقرنية العين للتركيز على الشاشات ثلاث ساعات متواصلة أو خمس ساعات بشكل متفرق، موضحة في الوقت نفسه أن الأضرار الصحية الناجمة عن كثرة الاستخدام ما زالت تتواصل وتظهر أكثر من ذي قبل، خاصة مع شهر رمضان الذي يزيد فيه التركيز وقت الإمساك على تلك الأجهزة.
وأوضحت المشعل أنه من الأضرار التي من الممكن أن تلحق العينين جراء الاستعمال لساعات طويلة، أضرار مؤقتة مثل إجهاد العينين، تهيج في لحمية العين ''احمرار العينين'' الشعور بجفاف العينين، والشعور بما يشبه جسما غريبا داخل العين، حساسية العينين، زيادة الدمع وقلة التركيز وألم في الرأس، مضيفة أن هناك أضرارا تؤثر في المدى البعيد كحساسية، والرَّمش المتواصل، وضعف في النظر.
#2#
كما لا تقتصر الآثار على الأضرار الجسمانية، فالنفسية بدأت تشق طريقها بعد عدد من الدراسات السابقة، كان آخر شبكة ''ماي لايف'' التي نشرت أمس تقريرا أوضحت فيه أن نحو 56 في المائة من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يشعرون بأن شيئا ما ينقصهم عند الابتعاد عن حساباتهم على تلك المواقع الاجتماعية، مما يجعلهم حريصين على ولوج تلك المواقع باستمرار.
وبذلك تكشفت الدراسة أن أكثر من نصف مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يعانون متلازمة ''الخوف من فقدان شيء ما'' Fear of Missing Out المعروفة اختصاراً باسم (FOMO).
وأضافت الدراسة أن 27 في المائة من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يقومون باستطلاع حساباتهم على تلك المواقع فور استيقاظهم لمعرفة ما فاتهم خلال فترة نومهم.
وأشارت الدراسة إلى أن 35 في المائة من المستخدمين يقضون ما يزيد عن 31 دقيقة يومياً على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى بريدهم الإلكتروني لاستطلاع الرسائل الواردة فيه والرد عليها.
واستطلع الموقع رأي نحو 2084 مستخدما لمواقع التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة الأمريكية، ممن يتجاوز عمرهم 18 عاماً.
وأكد 42 في المائة ممن شملتهم الدراسة أنهم يملكون حسابات على أكثر من شبكة اجتماعية، منهم 61 في المائة تراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً.
وأيدت المشعل التقرير الصادر من الشبكة وقالت في حديثها لـ ''الاقتصادية'': ''الإفراط في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي يقلل قدرة الإنسان على ضبط النفس أمام المتطلبات الخاصة كالطعام وغيره''.
وأضافت: ''تحذيرات كثيرة أصدرتها مراكز بحوث ودراسات حديثة تبين أن الاستعانة بشبكات التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي من حيث احترام الذات، إلا أنه في حال الإفراط، وسوء استخدامها يكون لها تأثير سلبي، وضارّ على سلوك الإنسان''.
وأكدت المشعل ما ذكره التقرير أن الكثير من المرضى الذين يعانون العصبية السريعة وعدم التركيز في الحياة العامة، وأحد الأسباب وراء ذلك هو كثافة التعامل مع الشبكات الاجتماعية والأفراد، موضحة أن أحد شروط فترات العلاج التي تقرها للمرضى يتخللها البعد عن التواصل الشبكي مع تلك المواقع والتطبيقات.
وفي هذا السياق شدد تقرير ''ماي لايف'' على أن هناك استعداداً لدى عدد من المستخدمين للابتعاد عن حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر نحو 24 في المائة ممن شملتهم الدراسة عن رغبتهم في عدم مطالعة حساباتهم على الشبكات الاجتماعية لفترة من الوقت، منهم 31 في المائة تراوح أعمارهم بين 18 و34 عاما.
فيما يرى 41 في المائة ممن يرغبون في الابتعاد بعض الوقت عن حساباتهم الاجتماعية أن لا شيء جديد يحدث على تلك المواقع يدفعهم لاستمرار ولوجها، فيما يرى 32 في المائة منهم أنهم يقضون كثيراً من الوقت على تلك الشبكات لذا يجب عليهم أخذ إجازة بعيداً عنها.