مسؤول سابق في الإنتربول لـ"الاقتصادية": السعودية تأخذ التهديدات السيبرانية على محمل الجد
مسؤول سابق في الإنتربول لـ"الاقتصادية": السعودية تأخذ التهديدات السيبرانية على محمل الجد
حذر مسؤول سابق في الإنتربول من تقليل الحكومات وقطاع الأعمال من شأن التهديدات الإلكترونية، معتبرا المشكلة الأكبر هي عدم أخذ هذه التهديدات على محمل الجد طوال السنوات الـ 15 الماضية، وبالتحديد منذ أصبح الإنترنت في كل مكان.
وقال لـ"الاقتصادية" يورغن ستوك، الأمين العام السابق للإنتربول: ما يميز السعودية حاليا استخدام التكنولوجيا الحديثة، وهذا المؤتمر العالمي دليلٌ على أن البلاد تأخذ التهديدات السيبرانية على محمل الجدّ من حيث بناء الشبكات اللازمة لحماية الفضاء الإلكتروني، لأنه بلا حدود بطبيعته.
لقد تعرضنا لهجمات ضخمة متكررة، لكن المستخدمون يفكّرون دائما إنها ليست مشكلة سيعانون منها شخصيا، بل مشكلة سيواجهها آخرون، ويهتم بها آخرون، لكن الواقع يفرض علينا حماية أنظمتنا، لأن التهديد كبير، وهو موجود بالفعل، وربما تكون مسألة وقت فقط قبل أن تُهاجم أجهزتنا الشخصية.
وزاد حجم الإنفاق في سوق الأمن السيبراني في السعودية من 13 مليار ريال إلى 15 مليار دولار خلال عام 2024 بمعدل نمو يصل لـ 15% على أساس سنوي، وفق ما ذكره لـ "الاقتصادية" رئيس اللجنة الوطنية للأمن السيبراني في اتحاد الغرف السعودية، طلال العقيل.
العقيل أوضح أن مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي بلغت نحو 0.4%، فيما شكّل ما يقارب 0.71% من الناتج المحلي غير النفطي في العام ذاته، وهي أرقام وصفها بالممتازة وتؤكد مكانة القطاع كأحد المحركات الجديدة للنمو.
وأشار إلى أن القطاع يشهد توسعا ملحوظا على مستوى الشركات والتنظيمات، إضافة إلى التعاون المتنامي بين الجهات المعنية، ما يسهم في رفع كفاءة المنظومة وتطورها. وبيّن أن اتحاد الغرف السعودية، بصفته المظلة الرسمية الممثلة للقطاع الخاص تحت إشراف وزارة التجارة، يضم لجنة متخصصة في الأمن السيبراني تعمل على معالجة التحديات التي تواجه الشركات في هذا المجال، والدفاع عن مصالحها أمام الجهات الحكومية.
ووفق تقرير صادر عن الهيئة الوطنية للأمن السيبراني منتصف سبتمبر الماضي، استحوذ إنفاق منشآت القطاع الخاص على النصيب الأكبر من مجموع الإنفاق بقيمة بلغت 10 مليار ريال وبنسبة 68%، فيما بلغ مجموع إنفاق الجهات الحكومية ما نسبته 32% من مجموع الإنفاق بقيمة 4.8 مليار ريال.
وأوضح أن اللجنة تسعى إلى تذليل العقبات وتطوير السياسات بما يتيح للشركات الاستمرار في تنفيذ أعمالها ومشاريعها، والمساهمة في بناء قطاع سيبراني متين يعزز مسيرة التحول الرقمي والاقتصادي في السعودية.
وتُظهر تقارير Fortune Business Insights أن سوق الأمن السيبراني العالمي يشهد نموا متسارعا مدفوعا بتزايد الهجمات الرقمية واعتماد المؤسسات المتزايد على الخدمات السحابية، ووفقا لآخر بياناتها، بلغت قيمة السوق نحو 194 مليار دولار في 2024، مع توقعات بالوصول إلى 562 مليار دولار بحلول 2032، بمعدل نمو سنوي مركب يقدَّر بنحو 14%.
وفي فبراير 2025، سرقت مجموعة نحو 1.46 مليار دولار من منصة Bybit واستخدم الهجوم ثغرة في أداة طرف ثالث حيث قامت المجموعة بخداع من يملك صلاحيات التوقيع لتنفيذ معاملة مزورة تمنحهم السيطرة على الأموال.
كما أبلغت شركة الخطوط الجوية الأسترالية “كانتس” في يوليو الماضي عن تسريب بيانات شخصية لـ 5.7 مليون عميل، شملت أسماء، تواريخ الميلاد، عناوين البريد، وأرقام الهواتف لجزء من الأشخاص المتأثرين. الهجوم يعد من أكبر الهجمات ضد شركات الطيران أو النقل من حيث عدد المتضررين.