الشركات لا تجد ضالتها من الموظفين في بحر من مواهب التكنولوجيا

الشركات لا تجد ضالتها من الموظفين في بحر من مواهب التكنولوجيا

الشركات لا تجد ضالتها من الموظفين في بحر من مواهب التكنولوجيا
المشكلة التي تواجه المبتدئين في الذكاء الاصطناعي هي أن الشركات تراهم عاديين. "جيتي"

من النادر أن تتوافر هذه الكمية من مواهب التكنولوجيا في سوق العمل. ومع ذلك، تدعي شركات التكنولوجيا أن العثور على موظفين مؤهلين أمر صعب.

فبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، تشير البيانات الفيدرالية إلى أن الجامعات الأمريكية قد ضاعفت تقريبًا عدد شهادات علوم الحاسوب التي تمنحها بين عامي 2013 و2022. كما أن موجات التسريح المتكررة في شركات كبرى مثل "جوجل" و"ميتا" و"أمازون" قد أطلقت سيلًا من المهندسين الباحثين عن عمل.

وفقًا لتوقعات مكتب إحصاءات العمل الأمريكي، فإن عدد المبرمجين العاملين قد ينخفض 6% بحلول 2034 مقارنة بالعام الماضي.

نظريًا، هذا يفترض وجود عدد كبير من المهندسين الأكفاء المتاحين للتوظيف، لكن الواقع مختلف. فمع تسابق الشركات نحو الهيمنة في مجال الذكاء الاصطناعي، يقول أرباب العمل إن السوق تواجه نقصًا في الذين يمتلكون المهارات المطلوبة.

القلة المصنفة على أنها "عباقرة الذكاء الاصطناعي" بإمكانهم المطالبة بحزم رواتب تُقدّر بملايين الدولارات، ويمكن لمن هم في الطبقة الثانية من الكفاءة أن يحققوا دخولًا تقارب المليون دولار سنويًا. أما بقية الباحثين عن عمل، فالوضع صعب للغاية.

يرى بعضهم أنه يمكن للشركات توسيع قاعدة المواهب من خلال فسحة للتدريب والابتكار. فبما أن التكنولوجيا لا تزال حديثة نسبيًا، من الطبيعي أن أصحاب الخبرة المتخصصة فيها قلة.

يبدو أن الشركات تصر على فكرة توظيف "المرشح المثالي" صاحب الخلفية المتعمقة في تعلم الآلة. فكثير من الوظائف الشاغرة في مجال الذكاء الاصطناعي تظل منشورة لأسابيع أو شهور، أو تحذف من إعلانات التوظيف ثم يعاد نشرها لاحقًا.

اللعب في دوري مختلف
من الصعب تحديد ما يجعل شخصًا ما نجمًا في الذكاء الاصطناعي، لكن الخبر السيئ هو أنه ليس ما تعكف على فعله حاليا.

ربما تتعلم كيف تستخدم أدوات مثل "شات جي بي تي" بكفاءة أكبر، أو تأخذ دورة تدريبية حول الذكاء الاصطناعي، لكن هذا أشبه بلعب كرة السلة في صالة رياضية محلية على أمل أن يلاحظك نادي "ليكرز".

عقول الذكاء الاصطناعي التي تطمع بها الشركات نادرة بمثل ندرة الرياضيين المحترفين.

يقول كريستوبال فالينزويلا، الرئيس التنفيذي لشركة رانواي، المتخصصة في إنتاج أدوات الذكاء الاصطناعي للصور والفيديو: "نحن نتحدث عن مئات الأشخاص فقط حول العالم".

شركة لاانواي، رغم أنها شركة ناشئة بعدد موظفين لا يتجاوز 120 موظفا، تعرض رواتب أساسية تصل إلى 440 ألف دولار لمديري الهندسة، و490 ألف دولار لمديري تعلم الآلة.

يقول فالينزويلا "إن مثل هذه الإعلانات تجذب نحو ألفي متقدم في الأسبوع، وقد لا يُختار أي منهم. لأن كثيرا منهم يفتقر إلى الجودة العالية. لذا، يعتمد في التوظيف على تصفح المجلات العلمية و(جيت هب) بحثًا عن المواهب الحقيقية".

التزام متطرف
إلى جانب المهارات الاستثنائية، تبحث الشركات التي تسعى للهيمنة في الذكاء الاصطناعي عن مستوى مجنون من الالتزام.

دانيل بارك، مؤسس شركة ناشئة تضم 9 موظفين فقط، يبحث عن 3 موظفين جدد ويقول إنه مستعد للانتظار عامًا كاملًا إذا لزم الأمر. يعرض رواتب تصل إلى 500 ألف دولار، لكنه يبحث عن "عباقرة" مستعدين للعمل 7 أيام في الأسبوع. بل إن معظم أعضاء فريقه يعيشون معًا في منزل واحد في سان فرانسيسكو.

المهارات المُهملة
أما جيمس ستراون، الذي لم يكن من أوائل المتخصصين في الذكاء الاصطناعي، فهو أب لطفلين ويقول إنه لا يريد التضحية بحياته الشخصية من أجل وظيفة.

بعد 25 عامًا في "أدوبي"، استغني عن خدماته كمهندس جودة برمجيات أول. بدأ حياته المهنية فنانا ومصمم جرافيك، وتوظف بفضل خبرته تلك. لكن اليوم، لم يعد يرى استعدادا من الشركات لمنح فرص للمتقدمين الذين لا تتطابق سيرهم الذاتية مع الوصف الوظيفي. فمنذ تسريحه، لم يحصل سوى على مقابلة واحدة!

المشكلة التي تواجه المبتدئين في الذكاء الاصطناعي هي أن الشركات تراهم عاديين.

يقول مات ماسوتشي، الرئيس التنفيذي لشركة التوظيف "هاير ويل": "في سباق التسلح في الذكاء الاصطناعي، المبتدئون لن يساعدوك على الفوز". ويوضح أن الشركات تبحث عن مهندس عن 10.

ويضيف أن "بعض مهام الهندسة البسيطة أصبحت مؤتمتة، ما يتيح للشركات توفير المال وتوجيهه لتوظيف أصحاب الكفاءات العالية".

هذه الديناميكية تخلق فئة صغيرة من المحظوظين الذين يتقاضون أجورًا خيالية، مقابل عدد كبير من المحرومين من الفرص.

الأكثر قراءة