البكاء يطيل العمر.. والدموع تفيد العين
ليس من العيب في شيء أن نبكي جراحنا.. ونعبر عن آلامنا بالدموع.. وإنما العيب في مقاومة البكاء، لأن في انخراطنا في البكاء والسماح للدموع بأن تفيض من عيوننا وقاية من نوبات القلب ومن أوجاع الدماغ ومن ارتفاع ضغط الدم ومن هجوم البكتيريا الضارة على أعضاء الجسد وأجهزته المختلفة.
أثبتت دراسة علمية أجريت في "فرنسا" أن البكاء يطيل العمر ويحمي من أمراض الضغط، وأن الدموع تقتل 95 في المائة من البكتيريا الضارة التي تهاجم العين والأنف والحنجرة. كما أثبتت الدراسة العلمية أن الامتناع عن البكاء بالقصد يحدث تغيرات في الدم تجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالنزلات الصدرية وأمراض الشعب الهوائية.
في رأي الدكتور والباحث الفرنسي "وليام فراي" أن الرجال برفضهم ذرف الدموع لا يعيشون لسنوات طويلة مثل النساء، والسبب في ذلك أن البكاء آلية ينتجها الجسم للتخلص من بعض الكيماويات الضارة التي يفرزها أثناء فترات الضغوط والإحباط، وبالتالي يكسر سلسلة الانفعالات التي تؤدي إلى أمراض القلب والدماغ.
وفي جامعة "هارفارد" أجرى الباحثون استفتاء على 100 رجل فقدوا صديقاً عزيزاً ولم يذرفوا دمعة واحدة، وآخرون كان رد فعلهم الطبيعي الحزن والبكاء، واتضح أن الذين لا يبكون يواجهون خطر الإصابة بنوبات قلبية في اليوم التالي للوفاة بنسبة 14 ضعفاً مقارنة بالأشخاص الآخرين.
وأوضحت الدراسات أن الضغوط تثير سلسلة من الهرمونات التي تسبب انخفاضاً بنسبة 30 في المائة في الجلوكوز وهو مصدر الطاقة الوحيد للدماغ، وانخفاضه يتسبب في موت خلايا الدماغ.
وفي دراسة علمية أخرى جاء فيها أن 73 في المائة من الرجال اعترفوا بتحسن بعد البكاء، وابتكر الباحثون وعلماء النفس وسائل دفاعية بواسطتها يتفادى الرجال بسهولة المواقف المسببة للضغط النفسي. ومن هذه الوسائل الدفاعية بعض التمرينات الرياضية، والامتناع عن التفكير في الكارثة التي تحل بأحد، لكنهم أكدوا أن البكاء هو أفضل هذه الوسائل.
وكثير من علماء النفس الأمريكيين يؤكدون دائما للمرضى الرجال الذين يترددون على عياداتهم أن عليهم منافسة المرأة في القدرة على ذرف الدموع التي تمد الرجل أو المرأة بالقوة النفسية والجسدية التي تقف كحائط صد أمام هجمات الأمراض.