تعليمنا العالي باللغة الإنجليزية

ربما يلاحظ قرّاء مقالاتي ميولي الأكاديمية واتجاه بعض كتابتي حول التعليم. يرجع سبب هذا الميول هو أني أعد التعليم عموما والتعليم العالي على وجه الخصوص، من أهم القطاعات التنموية والاقتصادية والاستثمارية العامة، إضافة إلى وجودي في بيئة عائلية أكاديمية يكثر الحديث فيها عن التعليم، وقد كان محور رسالتي في الدراسات العليا عن أحد أنشطة التعليم العالي الرئيسة وهو البعثات.
سأكتفي في هذا المقال بتقديم نبذة عن كتاب ''التعليم العالي في السعودية: إنجازات وتحديات وفرص''، الذي صدر باللغة الإنجليزية هذا العام 2013 من Springer، التي تعد إحدى أشهر دور نشر الكتب والمجلات الأكاديمية في العالم، وتتميز بتقديم أهم المعلومات المتخصصة. يعرض الكتاب واقع التعليم العالي السعودي، ويدرس التحديات المحلية والإقليمية والعالمية التي يواجهها التعليم ويسعى إلى تحليلها ومعالجتها، كما يتميز الكتاب بعرضه وتحليله للصعوبات التي واجهها التعليم في المملكة بهدف الإسهام في تخطيها وتجنب تكرارها. وأشار الكتاب إلى أبرز الإنجازات التي حققها التعليم العالي ووضع إطارا عاما للفرص والإمكانات التي يمكن أن يحققها التعليم منذ بدايته، وحتى فترة ازدهاره في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله.
كان الكتاب من تأليف وتحرير الدكتور لاري سميث، وآمل ألا أكون متحيزة في كون المحرر الثاني هو والدي عبد الرحمن أبوعمه. يتميز كل فصل من فصول الكتاب بأنه كان من تأليف مشترك لخبيرين، على الأقل، في التعليم العالي أحدهما سعودي وآخر عالمي. حيث شارك في تأليفه عدد من الأسماء المحلية والعالمية المعروفة، من ضمنها عدد من الخبيرات السعوديات اللاتي يعملن في التعليم العالي، وهن: الدكتورة إيناس العيسى والدكتورة إقبال درندري والدكتورة فاطمة جمجوم والدكتورة ناديا الغريميل.
تحدثت فصول الكتاب الـ 17 عن بعض الحقائق حول تصنيفات الجامعات ووصولها للعالمية وعلاقة الجامعات العالمية بجامعاتنا السعودية، والخصائص اللازمة لوصول التعليم في المملكة للنجاح العالمي. كما ناقش الكتاب نشاط الجامعات السعودية في الاعتماد وضمان الجودة، كما تحدث عن دور تقنية المعلومات في دعم جودة التعلم والتعليم والأنشطة العلمية المعتمدة على الإبداع والبحث العلمي. وقد تطرق الكتاب إلى التعليم العالي للمرأة السعودية وإلى التعاون الدولي، وناقش التعليم الأهلي الخاص ونموه في المملكة، ‪كما أشار الكتاب إلى التعليم الطبي في المملكة والكليات الطبية السعودية وخصائصها وأنظمتها وتطلعاتها. عرض الكتاب بداية البعثات منذ عهد الملك عبد العزيز، طيب الله ثراه، وحتى وقتنا الحاضر، حيث يزيد عدد المبتعثين عن 150 ألف طالب وطالبة في برنامج الملك عبد الله للابتعاث الخارجي. جمع الكتاب الخبرات العالمية في التعليم العالي. لذا، فهو يعبر عن وجهة نظر عدد من الخبراء الدوليين في التعليم العالي السعودي. وقد حظي الكتاب بتقديم الدكتور خالد بن محمد العنقري وزير التعليم العالي الذي وصفه بالفريد من نوعه، وأشاد بجميع مؤلفيه الذين تميزوا بمجالاتهم المختلفة. يعد الكتاب إضافة متميزة للتعليم العالي في المملكة ومرجعا علميا ونافذة للمتحدثين باللغة الإنجليزية للتعرف من كثب على أحوال التعليم العالي في المملكة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي