راعي الغنم الطَموح !!

وٌلد حامد البارقي في جنوب المملكة وتحديداً بمنطقة عسير عام 1958 من الميلاد، لم يكتفي البارقي من حنان والده الذي تركه صغيراً يصارع الحياة من أجل والدته وإخوته بمساعدة عمه، أنهى ذلك الشاب المرحلة الإعدادية وأشتد ساعده وأصبح يبحث عن وظيفة من أجل تولي مهام الرعاية.

أنتقل حامد من مهنة بيع التمر والملح إلى رعاية الأغنام حتى أن أخبره عمه بأنه سيوفر له وظيفة كجندي أول بالجيش بمنطقة تبوك ولم يكن يملك آنذاك سوى 50 ريالاً في جيبه. بعد إنضمام البارقي للجيش السعودي دارت في باله عدة تساؤلات عن الفرق بينه وبين الضباط الممتلئة صدورهم بالأوسمة وأكتافهم بالنجوم، لم يٌطل التفكير حتى أتته الإجابة من أحدِهم بأن الدراسة هي من أوصلتهم إلى هذه المناصب.

أكمل حامد دراسته الثانوية التي إجتازها بتقدير إمتياز وحصل على شهادة التمريض بتفوق بعد إحتياج قطاعه في الجيش إلى ممرضين و إنتدابه لدراسة ذلك التخصص مع بعض الزملاء.

لم يستمر بالعمل في الجيش طويلاً فبعد حصوله على المركز الأول بتخصص التمريض أنتقل للعمل في مستشفى الرياض، مارس حامد مهام جديدة مختلفة جداً عن المرحلة السابقة و صار من أكفئ الممرضين، وتم إختياره لدورة الضباط وإبتعاثه إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة طب و جراحة الأسنان.

أصبح البروفيسور حامد البارقي أستاذ إستشاري في جراحة الوجه والفكين وعضو بالبورد الأمريكي و أستاذ استشاري في إعادة إعمار الوجه بمستشفى توماس جيفرسون بأمريكا بالإضافة إلى العضويات والشهادات والمناصب الأخرى.

تساؤلات حامد وتطبيقه لإجابتها على أرض الواقع سهلت له الوصول إلى مايطمح إليه وقفزت به إلى القمة، وكلي ثقة بأن كل واحد منا لديه طموح لاسقف له ولكن يحتاج إلى عزيمة وإصرار للوصول، أمل وثقة بالله عز وجل ومن ثم بقدراته وإمكانياته.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي