أسعار وقود الطائرات أعلى 13 % مقارنة بدول مجاورة

أسعار وقود الطائرات أعلى 13 % مقارنة بدول مجاورة

كشف لـ "الاقتصادية" مسؤول في إحدى شركات الطيران المحلية، أن أسعار وقود الطائرات في السعودية أعلى بنحو 13 في المائة عند المقارنة بأسعاره في أسواق بعض الدول المجاورة.
وقال فيصل التركي نائب رئيس شركة نسما للطيران، إن أي تحرك من الهيئة العامة للطيران المدني لتخفيض الأسعار بأقل من تلك المطبقة في الدول المجاورة سينعكس على تخفيض تكاليف التشغيل للرحلات الداخلية وتقديم خدمات أفضل للنقل الجوي الداخلي.
وأضاف أن الوقود يمثل نحو 60 في المائة من التكلفة التشغيلية لبعض الطائرات, فكلما انخفضت أسعار الوقود انعكس ذلك على فرص تشغيل أفضل وأرباح أكبر لشركات الطيران".
ونوه إلى أن أسعار الوقود مرتفعة عالميا في الآونة الأخيرة, ومجرد خفض أسعار الوقود في السوق السعودية لمستويات أسعار الوقود عالميا سيحقق الأرباح لشركات الطيران, وسيكون التأثير واضحا وملموسا في حركة النقل الجوي الداخلي في المملكة.
وتوقع ألا ينعكس خفض أسعار الوقود على أسعار التذاكر في السوق السعودية, معللا ذلك بانخفاض أسعار التذاكر في السوق السعودي مقارنة بمثيلاتها في عديد من دول العالم.
من جانبه، أكد الدكتور محسن النجار المختص في اقتصاديات ودراسات النقل الجوي إن توفير بيئة وأسس المنافسة العادلة بين شركات الطيران التجاري داخل المملكة، يمثل ركيزة أساسية من ركائز نجاح وازدهار شبكات وخدمات النقل الجوي في المطارات السعودية.
وأوضح الدكتور محسن النجار أن عناصر المنافسة كثيرة، ولكن من أهم تلك العناصر المؤثرة في القدرة التنافسية، هي إتاحة شراء المواد والخدمات بأسعار موحدة للشركات، بسبب طبيعة رأس المال المساهم في الشركة.
وبين أنه ليس من التنافس أن تبيع الحكومة مادة معينة (مثل وقود الطائرات) لشركات القطاع الخاص بسعر معين، بينما تبيعه لشركات القطاع العام بسعر أقل, ولكن لو كان البائع شركة من شركات القطاع الخاص، فمن حقها أن تبيع منتجها للشركات بأسعار متعددة ومختلفة، ليس على أساس نوعية رأس المال المساهم في الشركة وهل هو عام أو خاص، ولكن على أساس حجم الكميات المشتراة أو لاعتبارات أخرى تراها إدارة الشركة الخاصة, وبالتالي من حق شركة الخطوط الجوية للتموين أن تشتري اللحوم مثلا من شركة خاصة، بأسعار تقل عن السعر الذي تشتري به اللحوم شركة تموين خطوط جوية أخرى، لأن الخطوط السعودية للتموين أكبر حجما وتشتري كميات أكبر، وبالتالي تحصل على حسم أكبر ومن ثم سعر أرخص.
وأضاف: "هذا الأمر لا ينطبق على شراء الوقود، لأنه كلما تم بيع الوقود بسعر أقل من سعر السوق، كان إجمالي التوفير للشركة ذات الأسطول الكبير أكبر من إجمالي الوقود للشركة ذات الأسطول الأقل, ولكن يجب ألا ننظر لإجمالي التوفير على مستوى الأسطول، وإنما ننظر إلى مستوى التوفير على مستوى الرحلة الواحدة بين مطارين داخليين.
وزاد "إذا كانت المنافسة تؤدي إلى جودة الخدمة وخفض الأسعار للمسافرين وزيادة عدد الرحلات، ورفع الإنتاجية، وزيادة البدائل والخيارات أمام العملاء، فكذلك يجب أن تتم مكافأة الشركات التي تستخدم أساطيل طائرات حديثة تستهلك وقودا أقل وتتسبب في تلويث أقل للبيئة من حيث انبعاثات الغازات، ومن حيث الضوضاء، وذلك بإعطائها حسما أكثر في أسعار الوقود, فليس من المناسب أن أبيع الوقود لشركة طيران تشغل طائرات قديمة تستهلك وقودا أكثر وتلوث البيئة أكثر، بذات السعر الذي أبيع به لشركة طيران تستخدم طائرات حديثة ومحركات حديثة تستهلك وقودا أقل، وتلوث البيئة بدرجة أقل".
وأشار إلى أن ذلك الفكر سيجعل المملكة سوقا للطائرات الحديثة، وليست سوقا ـ مثل بعض الدول ـ للطائرات القديمة, وكلنا يعلم مدى الجدوى من الطائرات الحديثة، ومدى المعاناة التي يصادفها الراكب من الطائرات القديمة التي يتم استئجارها أحيانا لمدد معينة في مواسم معينة. وكان الأمير فهد بن عبد الله رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، قد أكد مطلع الأسبوع الجاري أنه سيتم منح شركات النقل الجوي الداخلي تخفيضا في أسعار الوقود لتشجيع الشركات على التشغيل الداخلي بين المدن السعودية, مما يتيح الربحية في التشغيل للشركات في النقل الداخلي, موضحا في الوقت ذاته أن سعر الوقود سيكون مساويا لجميع الشركات وبأقل من الأسعار الموجودة في المناطق المجاورة.