كيف استطاعت «الأحوال المدنية» تغيير الصورة الذهنية؟

مع دخول التعاملات الإلكترونية في معظم القطاعات الحكومية لم يكن إجراء يتطلب تسجيل الخدمة المطلوبة فحسب ولم يكن للتعقيد والتأخير، بل كان الهدف من وراء هذه الخدمة تسهيل وتسريع خدمات أكبر عدد ممكن من المستفيدين– المواطنين- بكفاءة وجودة عالية، ولا شك أن هذا الإجراء كان له الدور الأكبر في تغيير الصورة الذهنية لوكالات الأحوال المدنية عن الصورة العالقة في السابق. وبطبيعة الحال الصورة الذهنية تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين لتغييرها، وبما أن الأحوال المدنية قطاع غير ربحي وخدمي في الوقت نفسه لم يغفل جانب خدمة المستفيدين- المواطنين- في تسهيل أمورهم وتقديم خدمة نوعية بالسرعة المتوقعة.
وعلى الرغم من أن الصورة الذهنية العالقة في أذهان المراجعين سابقاً لوكالات الأحوال المدنية التي كانت تنتهج العمل اليدوي في السابق ما قد يتسبب في بطء الإجراءات، ما كان يتطلب مكوث المراجعين في صالات الانتظار لساعات أو لأيام في بعض الأحيان. والتي اختفت بشكل ملحوظ بعد تطبيق التعاملات الإلكترونية وأتمتة الإجراءات حتى لا تكاد أن ترى صالات الانتظار في الأحوال المدنية تعج بالمراجعين، فالجميع مخدوم في موعده ووقته. ولا شك أن إعادة بناء الصورة الذهنية في القطاعات الخدمية بالتحديد يصعب تغييرها عن نظيرتها في القطاعات الإنتاجية، فالخدمة غير ملموسة وتعتمد على كلام الأفواه والتجارب السابقة والمنتج تحكمه الجودة والنوع.
وقد يلاحظ المراقب التغيير الملحوظ من سرعة الخدمات المقدمة في وكالات الأحوال المدنية بجميع فروعها في الوقت الراهن ويشعر بالفرق في الاختلاف بالوقت المستغرق للخدمة المطلوبة الذي لا يستغرق سوى دقائق معدودة. ومع تعدد وتنوع الخدمات التي تقدمها وكالات الأحوال المدنية وكثرة المراجعين التي لم تتوقف في توفير الخدمة في فروعها ومقارها فحسب، بل شملت خدمتها تخصيص مكاتب في الأسواق التجارية والمباني الحكومية والمحافظات لتسهيل خدمات المواطنين في مواقع تواجدهم.
وفي الختام، ما تقوم به الأحوال المدنية من جهود في خدماتها يدعو للتفاؤل بهذا القطاع الحكومي الذي يعمل باحترافية القطاع الخاص إن لم يكن أفضل من بعضه، وبالمقابل نتطلع إلى أن تستمر الأحوال المدنية على هذا النهج لتصبح هذه التجربة الناجحة - إن صح التعبير - معيارا مرجعيا لغيرها من القطاعات الخدمية في الدولة، متمنين من القطاعات الأخرى أن تحذو حذو الأحوال المدنية، حيث لا يمكننا قول إلا ''شكرا الأحوال المدنية''.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي