لجنة الإرهاق

كل شيء في كرتنا يتغير، وليس بالضرورة أن يتطور، إلا لجنة المسابقات التي ارتضت لنفسها أن تبقى جامدة لا تتغير، وصامدة لا تلين، بل تضرب بروزنامة الإرهاق والإصابات في وجه كل أندية دوري ''زين''، التي لا تملك إلا أن تسلِّم بها، ودون أي اعتبار أو قبول بواقع التغيرات والتطورات المتسارعة التي يمر بها الاتحاد السعودي، على صعيد اللوائح والقوانين والتنظيمات والأشخاص واللجان، وإذا كنا قد اختلفنا مع أحدها، إلا أنها على الأقل حققت الحد الأدنى من التطوير، ولم تبق على حالها المعتادة!
وحدها لجنة المسابقات التي أصبحت منكفئة على نفسها تغرِّد دون متابعين، وتخطط من تلقاء نفسها، وتضع جميع الأندية التي تبذل وتصرف وتتسول الملايين، وتجاهد للحصول على عقود الرعاية أمام متلازمة مزمنة، وأمرين كلاهما مرّ، فالتوقفات المتكررة التي تحدث بين الفينة والأخرى في الدوري مصيبة، والعودة من جديد لضغط المباريات، وتداخل المسابقات مصيبة أكبر وأعظم وأسوأ، وكان بالإمكان التعامل معها والتخطيط لها بجدية منذ البداية.
لقد خسرت الأندية لاعبيها الذين تساقطوا واحداً تلو الآخر، بسبب الإصابات التي تتحملها سياسة متلازمة لجنة المسابقات التي لا يُرجى علاجها، ولو ألقينا نظرة على إصابات وليد عبد الله، الشمراني، غالب، العنزي، سالم الدوسري، والكاميروني أمبابي صاحب البنية الجسمانية المعهودة عن اللاعب الإفريقي، وغيرهم الكثير، لوجدنا أن تمدد العضلة الضامة بات العامل المشترك الذي يهدّد كل هؤلاء من جراء الإرهاق الذي يتجدد كل عام، ويضرب أطنابه في كل مسابقة، سواء كانت رسمية أو ودية، دون أي تعليق أو إبداء حلول أو تحرك من لجنة المسابقات المعنية بالجدولة والتنظيم والتخطيط!
النقطة الأخرى المهمة التي أود التركيز عليها في هذه القضية، التي أثرت وتؤثر بشكل كبير في كرتنا، تتمثل في ضغط المباريات وتداخل البطولات، وهي قصة أخرى من لجنة المسابقات تتعقد كثيراً مع النصر والهلال، اللذين عليهما أن يتأقلما مع هذه العُقَد الكبيرة خلال الـ 18 يوماً المقبلة، بين الدوري، كأس ولي العهد، البطولة العربية، وأبطال آسيا، حتى لو كان الحل في الاختيار وانتقاء بعض البطولات!
كل هذه الأخطاء تكلِّف الأندية واللاعبين كثيراً، وهي على طاولة لجنة المسابقات كل عام، إلا أنها ظلت عاجزة تماماً عن إيجاد الحلول والاستفادة من أخطائها المتكررة، فماذا عن الاتحاد السعودي الجديد .. هل يقف هو الآخر متفرجاً إزاء ما يحدث؟
لا أعتقد أن الأمر صعب أو معقَّد إلى هذه الدرجة .. فقط نحتاج إلى لجنة جديدة تُشرِّق أو تُغرِّب لتحاكي جدولة مسابقات جديرة بالاحترام كالنموذج الإسباني، وتوزِّع البطولات على الموسم ولا تحصر إقامة بطولة - ككأس ولي العهد في شهرين، ونتطلع أيضاً إلى اتحاد جديد يدرك مسؤولياته، ويبدأ باتخاذ قرار حاسم بالاعتذار عن البطولات الودية غير المعترف بها، التي تربك جدولة الموسم وترهق اللاعبين وتلغي عقود المدربين!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي