تغيَّروا من أجل المنتخب
الخطاب الموجَّه في العنوان وإن كان مبهماً لا يحدد أطرافاً معينة، فإنه في هذه المرحلة التي يمرّ بها منتخبنا والتي أوصلتنا إلى أن تختلط لدينا الأولويات ولا نفرق فيها بين المهم والأهم، وبين المعني الرئيسي بالإخفاق والثانوي بحاجة إلى أن نوضّحه بسؤال بديهي: مَن هم هؤلاء الذين يجب أن يتغيّروا؟ فهذا هو السؤال الذي سيبيّن المبهم ويقسِّم المسؤوليات والمهام، ويحدد بدقة مربط الفرس الذي ما زال يبحث عن خيَّال ينطلق بالأخضر السعودي، وينهض به من كبواته التي ظلت تلاحقه في الآونة الأخيرة، دون أن تجد هذا الفارس الحقيقي الذي يستطيع التعامل الذكي مع واقعنا الكروي، وقيادة التغيير، وهيكلة الكرة السعودية، وبناء صورتها الحقيقية.
الكل بعد إخفاق المنتخب السعودي الأخير في كأس الخليج، أراد أن يكون هو ذلك الفارس الذي يمسك بزمام التغيير أو على الأقل مشاركاً وداعماً ومهيئاً الجو المحفز لذلك الخيَّال الذي سيتغنى به قطعاً كل من يحب عودة أخضره، ويتمنى أن يكون دائماً في مقدمة المنتخبات الكروية ذات السمعة الدولية المحترمة والحضور المشرف.
شريحة كبيرة ممن ينتسبون للوسط الرياضي أعلنوا دعمهم الكامل للأخضر، ولم يتوانوا في أن يكونوا عوناً لهذا الفارس الذي سيسهم عاجلاً أم آجلاً في رسم سيناريو الكرة السعودية الجديد، سواء عبر حملة الدعم التي تبناها برنامج ''كورة'' بكافة الرياضيين والإعلاميين المنضمين له، أو سلسلة النصائح الذهبية التي أسداها خبراء ونقاد برنامج ''في المرمى'' لمسيِّري الأخضر لتشخيص مشكلته الحقيقية، ومعالجة واقعه والتخطيط لمستقبله.
الاتحاد السعودي الجديد هو الآخر أحس بمسؤوليته تجاه الأخضر، فبدأ خطوات عملية لتصحيح المسار من خلال إقالة ريكارد واستبدال الجهاز الإداري، ودعوة نجوم المنتخب السابقين الذين أسهموا في بناء أمجاد كرتنا آسيوياً إلى حضور مباراة الصين اليوم، للوقوف مع زملائهم اللاعبين.
كل ما سبق من خطوات وتغييرات على أرض الواقع وحملات دعم ونصائح مبادرات جميلة تستهدف بالفعل عودة المنتخب إلى ما كان عليه، لكن هل هؤلاء فقط هم الذين تقع عليهم مهمة دعم هذه العودة؟ وماذا عن المعنيين مباشرة بدعم المنتخب الذين لم يتغيّروا بعد؟ هل استوعبوا بعد كل هذه التغييرات أن الكرة أصبحت في مرماهم؟ أليسوا أولى بالإحساس بالمسؤولية الكبيرة في هذه المرحلة التي يمر بها الأخضر؟
أتفهم حقيقة مهمة في سياق الإجابة عن هذه الأسئلة، وهي أن مشاكلنا أكبر من أن تعد أو تحصى، أو أن نختزل علاجها في طرف دون الآخر، لكننا في مرحلة حساسة تستلزم أن يعي أبرز المعنيين بعودة المنتخب دورهم الحقيقي.
لقد تغيّر الاتحاد السعودي، وتغيّرت الإدارة، وتغيّر المدرب، وحتى الإعلامي والناقد والمحلل الرياضي الذين يتجلى دورهم في النقد وكشف المساوئ لا التغاضي عن الأخطاء تغيّروا من أجلكم وأعلنوا مساندتكم.. فمن الذي بقي وحيداً لم يتغير؟
تغيّروا أيها اللاعبون وأحدثوا الفارق اليوم، وركزوا على المنتخب بعيداً عن الإعلام وصخبه الذي لا ينتهي، وأعيدوا أمجاد ماجد وروح النعيمة وتألق عبد الجواد، أبرز الداعمين لكم اليوم في المدرجات!