الصين تتجه إلى «الأولى عالميا» في صناعة السيارات

الصين تتجه إلى «الأولى عالميا» في صناعة السيارات

توقعت مؤسسة ''إي إتش إس'' أن تصبح الصين اعتباراً من العام المقبل أول بلد مصنع للسيارات في العالم، في الوقت الذي يعتبر فيه عدد من الخبراء الاقتصاديين أن الصين ستصبح أول قوة اقتصادية عالمياً في عام 2030م، ويتفقون على أن مركز النقل في الاقتصاد العالمي بدأ ينتقل إلى آسيا.
كما يشيرون إلى أنها ستتمكن خلال العام الجاري من إنتاج 20 مليون سيارة وشاحنة خفيفة ''بيك أب''، بينما لم تنتج أوروبا مجتمعة بما فيها المصانع الموجودة في روسيا وتركيا سوى 18 مليون سيارة.
وبدأت الصين منذ العام الماضي تتخطى الولايات المتحدة وأوروبا بعد مبيعات السيارات الجديدة، فقد بيعت في السوق الصينية 19 مليون سيارة جديدة، فيما بيع في الولايات المتحدة، وحيث السيارة كانت تجسد الحلم الأمريكي لفترة طويلة من الزمن، 14,5 مليون سيارة جديدة.
وإذا كانت مبيعات السيارات في الصين وحتى تصنيعها تتم بفضل شركات تصنيع السيارات الغربية مثل جنرال موتورز وفولكس فاجن، اللتين تستحوذان على 70 في المائة من مبيعات السيارات في إمبراطورية الوسط، عبر الشركات المشتركة مع مصنعين محللين؛ فإن الحكومة الصينية تشجع الشركات الصينية على البحث على زيادة المبيعات لتصبح نسبة المبيعات في البلاد من السيارات الصينية 50 في المائة.
كما تشجع الحكومة شركات تصنيع السيارات الصينية مثل ''جيلي'' و''شيري'' و''جريت وول'' على غزو الأسواق الخارجية والتصدير إلى مصر والجزائر وإيران وأمريكا اللاتينية، حتى إن مجموعة صناعة السيارات الصينية زهو تشارك في معرض ديترويت العالمي للسيارات الذي فتح أبوابه قبل أيام في الولايات المتحدة الأمريكية.
وسعي الصين لتصدير سيارات رخيصة الثمن يعقد الاستراتيجية الجديدة لشركة تصنيع السيارات الفرنسية بيجو - سيتروين والقائمة على تحسين الجودة وتصنيع سيارات فاخرة ومتينة من جهة وسيارات شعبية من جهة ثانية.
ومع الأزمة التي تعصف بسوق السيارات في أوروبا، وتدفع ثمنه بشكلٍ أساسي شركات تصنيع السيارات الفرنسية، تجد ''رينو'' و''بيجو سيتروين'' نفسيهما بين المطرقة والسندان، فإضافة إلى السيارات القادمة من كوريا الجنوبية واليابان ستأتي السيارات الصينية، أو على الأقل ستنافس السيارات الفرنسية في العالم.
وفي السوق الأوروبية حيث المركز الأساسي لمبيعاتها، تجد الشركات الفرنسية منافسة قوية من الشركات الألمانية، فقد أعلنت مجموعة فولكس فاجن مبيعات قياسية العام الماضي بلغت 9,7 مليون سيارة، أي أن نسبة الزيادة بلغت 26.6 في المائة مدفوعة بشكلٍ أساسي بارتفاعها في الولايات المتحدة.
وليس ''بيجو سيتروين'' وحدها التي تعاني في فرنسا وتلجأ إلى تسريح العمال، في قطاع صناعي يستخدم 9 في المائة من مجمل الأيدي العاملة في البلاد، فقد أعلنت ''رينو'' عن إلغاء 7500 وظيفة من الآن وحتى عام 2016م.
وحرصت ''رينو'' على القول إن إلغاء هذه الوظائف لا يتم من خلال عمليات تسريح العمال، وإنما من خلال عدم تجديد وظائف العمال الذين يصلون إلى سن التقاعد أو من خلال التحفيزات المالية الكبيرة للذين يقتربون من هذا العمر.
ورأي إيلي كوهين مدير المركز الوطني للأبحاث الاجتماعية، أن لجوء ''رينو'' إلى هذا التسريح ''المُجمل'' قد لا يكفي لتمكين الشركة الفرنسية من وضع حدٍ للأزمة التي تعانيها، واعتبر أن وضع مصنعي السيارات الفرنسية هو نتيجة اتباعهم سياسة واستراتيجية لا تتأقلم مع التنافسية، فالشركات الفرنسية تصنع سيارات متوسطة المتانة والجودة وبأسعار مرتفعة جداً.
وباتت هذه الأسعار لا تجذب الزبائن مقارنة بالقدرات التنافسية للشركات الأجنبية، وخاصة الألمانية.
كما أن الشركات الفرنسية لم تُحسن المراهنة بشكل جيد على الأسواق الناشئة، حتى إن استثمارات ''بيجو سيتروين'' في هذه الأسواق لم تكن على المستوى المطلوب، كما أن المصنعين الفرنسيين تركوا المصانع في فرنسا تترهل وتشيخ ولجأوا إلى الاستثمار في الخارج، بينما كان المطلوب منهم أن يعيدوا تنظيم هذه المصانع والاحتفاظ بالقدرة الكبيرة على تصنيع السيارات في فرنسا.

الأكثر قراءة