متى نعترف بأننا الأضعف؟

قبل كل بطولة أو تصفيات يشارك فيها الجيل الحالي الذي يقود المنتخب السعودي يقفز إلى ذهني مباشرة هذا التساؤل الواقعي الذي يستطيع بالفعل إخراجنا من الدائرة التي لا تليق بكرتنا، في الوقت الذي يتعارض مع ذلك كله سقف الطموحات والتطلعات والمطالبات الذي يعلو شيئاً فشيئاً ولا يقف عند حد معين في أذهان الكثيرين من لاعبين وإعلاميين ومسؤولين وجماهير. وبناء على هذا الأحلام المتوافقة نجد أن المسؤول يطلق العنان للسانه فيعد الشارع الرياضي ببطولة، ونفاجأ بأن اللاعب المحترف شكلاً الهاوي مضموناً يسبح في بحر الأوهام ويثق تمام الثقة بقدرته مع زملائه على تحقيق الفوز، ويحيطهم الإعلام بهالة ترسِّخ هذا الشعور المتنامي، وتروق للجماهير مساحات التفاؤل هذه على الرغم من أن الأخضر لم يعد الأخضر، واللاعب الحالي لا يقارن بلاعب سابق من طراز (خمس نجوم)، وشتان بين قوة هذا الإداري وضعف ذاك!.
المشكلة الحقيقية تكمن في أننا نتراجع على كل الأصعدة بسرعة البرق، يقابل ذلك سلحفائية وعشوائية على مستوى التنظيم والقرارات لا تمت للاحترافية بصلة، فمن الممكن أن تفاوض إدارة المنتخبات مدرباً برازيلياً وفجأة تتعاقد مع مدرب هولندي، ومن الممكن أيضاً أن تفكر في إقالة هذا المدرب الهولندي بعد الخروج من تصفيات كأس العالم ثم تتراجع عن هذا القرار بعد أن تتنصر إدارة المنتخبات على النقاد ويتقوى موقفها ولو للحظة عابرة لمجرد التعادل في مباراة الأرجنتين الودية، وما الذي يمنع من عودة فكرة الإقالة مرة أخرى بعد الخسارة في بطولة خليجية غير معترف بها؟.
أما الأسوأ الذي يزيد تفاقم المشكلة في تصوري فهو عندما تسير وسائل إعلامية على هذا الخط المتقلب، فتسطِّر أروع عبارات الشكر لمسيِّري الأخضر الذين أحسنوا التعاقد مع ريكارد بعد تقديم مستوى جيد في مباراة ودية، وبعد شهر هي على استعداد لتحويل ثنائها إلى ذم، وتقبل العزاء في روح الأخضر!.
لقد حانت لحظة الاعتراف بأن أخضرنا الأضعف خليجياً وعربياً وآسيوياً شئنا أم أبينا، وعلى هذا الأساس فإنني أطالب الوسط الرياضي بتخفيض سقف الطموحات العالي، وتخفيف حدة الاحتقان والتوتر على الأخضر، وتوقع أسوأ النتائج المستقبلية من اللاعبين الذين يجب أن يتأقلموا مع هذا الشعور المهم، ليلعبوا بأريحية ودون ضغوط، وليكتبوا التاريخ من جديد، وكل ذلك لن يحدث إلا من خلال (فرمتة) عاجلة للأخضر مع مدرب يبحث عن ذاته وبناء مجده لا ماله، ويمنح الفرصة للمواهب الشابة، ويستغني عن اللاعبين الذين لم يعد بوسعهم تقديم أي جديد مهما كانت أسماؤهم، أما الاتكاء على ماض كروي جميل، أو ترك باب المنتخب مفتوحاً للاعبين جل همهم أنديتهم وعقودهم المليونية ومهاتراتهم الفضائية، أو المطالبة بأفضل مما كان في هذا التوقيت بالذات فإنها مجرد (تحديثات وقتية) ستقودنا إلى أن نكون بالفعل (مكاو) آسيا أو (يمن) الخليج.. فهل ندرك أننا أصبحنا على بعد خطوات من هذه المرحلة التعيسة؟!.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي