وأحني رأسي أسفاً!
ماذا ينتظر هذا الزوج التسعيني من طفلة في سن حفيداته صارت زوجته .. كيف يختصر سنوات عمره ليصل إلى براءة سنواتها القليلة؟!
هل يتوقع منها أن تكون زوجة ناجحة تطبخ وتنظف وتربي أطفالاً وهي تحتاج إلى من يربيها؟ كيف يتواصل معها نفسياً وفكرياً ومعنوياً واجتماعياً وجنسياً .. هل يلعب معها ويشاركها طفولتها ويحضر لها دفاترها وكتبها؟! أم يطالبها بالوقوف في المطبخ .. لتعد الطعام وتغسل الملابس؟! وماذا يشتري لها في العيد ملابس مزركشة وبالونات ودمى؟! أم يطالبها بإعداد كعك العيد؟!
تساؤلات كثيرة ومتلاحقة تفرض نفسها عليّ وأنا أتابع أحداث هذه القضية فأحني رأسي وأتحسر على الصغيرات .. وعلى الكبار أيضاً.
الزواج علاقة إنسانية سامية تقوم على مبدأ التكافؤ الفكري والاجتماعي والمادي والسني (العمري).
وأحياناً يحدث تجاوز وتغاض عن أحد الشروط كأن يكون أحد الطرفين أغنى أو أعلى شهادات أو من أصول أرقى، يحدث هذا وتكون هذه الزواجات محفوفة بالمشاكل ومضاعفاتها، أما الفارق العمري فهو مشكلة مفزعة .. كأن يزيد عمر الرجل عن الأربعين أو الخمسين وربما الستين على عمر الزوجة وهذه كارثة بكل المقاييس.
هذه القصة نشرتها الزميلة جريدة "الحياة" بتاريخ 6/1/2013 "تسعيني يتزوج من طفلة وحقوق الإنسان تطالب بإنقاذها" .. قصة زواج مواطن تسعيني في "جيزان" تزوج طفلة تبلغ من العمر 15 عاماً الأسبوع الماضي.
وذكر المقربون من عائلة "الطفلة" أن العروس أصيبت بالرعب ليلة الزفاف وهو ما دفعها إلى مغافلة زوجها وإقفال باب الغرفة على نفسها يومين متتاليين ثم عادت إلى أهلها .. وأكد العريس التسعيني صحة زواجه من الطفلة التي تبلغ الخامسة عشرة عاماً .. وهو قد دفع 65 ألف ريال مهراً للزواج وأنه سيتوجه إلى المحكمة لمطالبة أهل العروس برد زوجته إليه أو استرداد قيمة المهر!
الكارثة المأساوية في هذه القصة أن يتحول مصير ومستقبل طفلة إلى مجرد صفقة أو سلعة في يد الآخرين!
***
.. همس الكلام:
أسوأ الرجال: أحمق عجوز، يريد أن يكون أحمق وشاباً.