الرياض : السيارات مواقف

كما أن الرجال مواقف، السيارات مواقف مع الفارق في التشبيه طبعا. الذي يشاهد واقع العمارات الواقعة على طريق الملك فهد؛ خاصة تلك التي بين شارع التحلية وحتى طريق العروبة يكتشف أن الذي سمح بنشأة هذه الغابات الأسمنتية نسي أن يفرض وجود مواقف كافية للسيارات.
ثم إن الدفاع المدني ووزارات أخرى سمحت بممارسة نشاطات خدمية وصحية ينتج عنها تكدس بشري؛ لكنها واصلت تجاهل إلزام هذه المنشآت بتوفير مواقف كافية للسيارات.
من هنا فإن توجهك - مثلا - إلى مستشفى الدكتور سليمان الحبيب أو إلى العقارية أو حتى محاولتك المرور بقربهما أو التوجه إلى مستشفى الحمادي سيوقعك في (حيص بيص) فالطرقات تحولت إلى مواقف للسيارات، وبالكاد تعبر بسيارتك من شارع العليا أو من طريق الملك فهد أو من شارع موسى بن نصير.
الواقع أن ما أصفه هنا، هو حال أماكن كثيرة في الرياض تعج بالمباني الفارهة التي يراعي فيها المستثمر كل شيء، إلا مواقف السيارات. ومن هنا فإن الحديث عن جزء من الزحمة المرورية هو في الواقع وصف لحالة فوضى نتجت عن التسامح فيما يخص مواقف السيارات.
لا حل لهذه الإشكالية سوى بتصحيح الخطأ وتحويل بعض هذه الغابات الأسمنتية إلى مواقف للسيارات. وهو أمر على المرور والدفاع المدني وبقية القطاعات المسؤولة الإلزام به.
أليس عجيبا غريبا أن تكون مباني العقارية القديمة والجديدة أيضا في شارع العليا مواقفهما مغلقة والعاملون في الشركات التي تستأجر المبنى يقفون بطريقة مخالفة في الشارع؟!
هذا خلل إصلاحه يحتاج إلى مخالفات مرورية يومية تمثل عاملا ضاغطا على هؤلاء وسواهم لمعالجة مواقفهم وممارسة مسؤولية حقيقية تجاه المجتمع والناس.

المزيد من الرأي