نساء مضطهدات
نساء مضطهدات .. العنوان يوحي بأنه اسم مسلسل اجتماعي أمريكي أو تركي طويل .. ولكنه مع الأسف هو مسلسل واقعي مأساوي يمثل حياة سيدات سعوديات معنفات يتعايشن مع العنف وكأنه جزء من طبيعة حياتهن اليومية.
الدكتورة ''موضي الزهراني'' الخبيرة السعودية في مجال الحماية الاجتماعية كان لها هذا الإصدار تحت عنوان ''نساء مضطهدات'' وفقاً لما نشرته جريدة ''الحياة''.
والحقيقة أن الدكتورة ''الزهراني'' سلطت الضوء في هذا الإصدار على ما يحدث في البيوت وخلف الأبواب المغلقة .. موضحة أن هناك المئات من الزوجات المعنفات يتجرعن كل لحظة الذل والإهانة والضرب من قبل أزواجهن خوفاً من الطلاق أو الحرمان من الأبناء مدى الحياة .. ولأنهن على يقين بأن رحلة المحاكم طويلة جداً قد تمتد لسنوات عديدة .. وقد لا تجدي نفعاً .. ومن تجرأت منهن ولجأت للقضاء ووقفت في ساحات المحاكم أمام القاضي .. فإن الزوج بطرق ماكرة ينجح في استجداء عطفها وشفقتها فتتنازل عن قضيتها وهي متأملة في الوقت نفسه أن الله هداه، وأن الحياة ستستقيم من جديد لتفاجأ به بعد العودة إلى المنزل والحياة اليومية بأنه عاد لينتقم .. بعد أن ينتهي مفعول القاضي والمحكمة وينسى الوعود فيتفنن هذا الزوج في تعذيبها نفسياً وعاطفياً لأنها تقدمت بشكوى ضده .. وقد يصل به الحال إلى أن يخطف أطفالها ويختفي بهم بعيداً ويرسل لها رسالة على الجوال ليخبرها بأنها طالق أو حتى عن طريق المحكمة .. وتصاب الزوجة هنا بحرقة خراب بيتها وحرمانها أطفالها فلا هي زوجة ولا هي أم.
الزوجة هنا أمام خيارين إما الصمت والخنوع لتمضي بها سنوات العمر مع زوج كهذا لأجل الأولاد وتحتمل جبروت الزوج والأذى النفسي والجسدي أو أن تلجأ للمحاكم فتخسر كل شيء .. ناهيك عن سنوات العمر الضائعة بين أروقة المحاكم والروتين والموظفين .. أو تترك كل شيء وتعود لأسرتها لا تلوي على شيء .. الحقيقة مؤلمة ومأساوية ولا بد من وجود حلول وتقديم يد المساعدة والعون لهؤلاء .. لأن الزوجة التي تتجرع الذل كل يوم أمام أبنائها ولأجلهم مع الأسف ستنتج نتاجاً بشرياً مختلاً عقلياً ونفسياً وجسدياً نتيجة معايشتهم العنف والذل والهوان.
إننا نشارك الدكتورة ''موضي الزهراني'' النداء ونقرع معها أجراس الإنذار محذرين من هذا الاستغلال الظالم للمرأة .. ولأطفالها الذين يتجرعون معها مرارة العنف الأسري.