الرقية الشرعية .. وغير ذلك .. مشعوذون .. وقتلة

الرقية الشرعية .. تعريفها الصحيح قراءة الآيات القرآنية أو الأدعية الشرعية مع النفث (النفخ) على موضع الألم في جسد المريض أو على المريض المراد رقيته .. والآيات القرآنية هي السبعون آية المروية عن (الرسول – صلى الله عليه وسلم) وأبرزها الفاتحة والكرسي والمعوذتان .. وغير ذلك يعتبر غير ذلك وهو ما نسمع أو نقرأ عنه من أنواع التعذيب النفسي والبدني الذي يقوم به الراقي .. "ولا هو راقي ولا حاجة"، ومثال ذلك ما حدث لمراهق من "مكة المكرمة" لاحظ عليه أهله أنه اعتزل كل شيء، الأكل، والاختلاط بالناس، والخروج من غرفته، وأصبح يتحدث مع نفسه، إلى آخر أعراض "الأمراض النفسية" المعروفة للجميع. وبدلاً من أن يذهب به أهله إلى طبيب نفسي، ذهبوا به إلى ما يسمى "راقيا شرعيا" .. "وهو لا راقي ولا شرعي"، وقد شخّص هذا المشعوذ القاتل حالة المراهق بأنها حالة تلبس، أي أن جنيا تلبس به، وطلب إحضار سطل ماء كبير، وملأه بالماء، وقرأ على الماء، ثم قام بإغراق رأس الشاب بهدف إغراق الجني، فمات الشاب المراهق – رحمه الله – ونجا الجني من الغرق.
هذا ملخص الخبر الذي نشر في موقع "سبق" الإلكتروني .. واضح اليوم أنه خلف ستار الرقية الشرعية يتخفى بعض أصحاب النفوس الضعيفة للعمل بالدجل والسحر والشعوذة، يدعون في العلن العلاج والتقى والإيمان، وفي الخفاء يفسدون على الناس عقائدهم، ويهددون حياتهم بالخطر، ويأكلون أموالهم بالباطل، الناس تقصدهم بهدف "الرقية الشرعية" ولكن بأساليبهم الملتوية يدخلونهم في متاهات ظاهرها الاهتمام بحالتهم، ومساعدتهم على الشفاء، وباطنها الابتزاز المادي، واستغلال رغبتهم في التخلص من آلامهم وأوجاعهم ومشاكلهم، وحتى لا يقع الناس الأبرياء والسذج فريسة لهؤلاء المشعوذين الدجالين، نطالب بسرعة النظر في موضوع "الرقية الشرعية"، والرقاة، من قبل الجهات المختصة، ووضع نظام متكامل لتصبح لها ضوابط وأسس لا يتم تجاوزها من قبل البعض ويحدد الأشخاص الذين يحق لهم مزاولة الرقية في الساحة، وسن العقوبات والغرامات التي تردع المخالفين لهذا النظام حتى يتوقفوا عن ممارسة أعمالهم الشريرة.
مع أن الأصل في "الرقية" أن يقرأ الإنسان على نفسه، ولا يحتاج إلى رقية من غيره، وسوف نعود بالتفصيل لهذا الموضوع في مقال آخر قريباً لأهمية هذا الموضوع، وما يترتب على الاستمرار في هذه الشعوذة من مخاطر لا حصر لها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي