نزيف الأسفلت المستمر

قتلى حوادث السيارات.. أو نزيف الدمار على الأسفلت ما زال مستمرا.. أي يتزايد.. ولست أدري لماذا حوادث السيارات في السعودية من أعلى نسب الحوادث في العالم.. إذا لم تكن أعلاها؟! هل ـــ كما يقال ـــ انتقلنا من ركوب الجمال إلى ركوب السيارات، دون المرور بركوب الدراجات؟.. أو كما يقال أيضا إننا شعب جاهل لم نعرف الحضارة بعد؟ وما زلنا بدوا رغم ما نملك من سيارات؟!
لقد صادف يوم الأحد الماضي 18 نوفمبر 2012 اليوم العالمي لذكرى ضحايا حوادث الطرق.. ومن المؤسف حسب موقع BBC أن الدول العربية تأتي في مقدمة دول العالم من حيث ارتفاع حوادث الطرق، وارتفاع الوفيات، والإصابات المختلفة، ففي السعودية مثلا حسب إحصائيات العام الماضي حدثت نحو 20 حالة وفاة يوميا، وأشارت الإحصائيات إلى أن 73 في المائة من الوفيات تحدث تحت سن الأربعين، أما الإعاقات التي تسببها هذه الحوادث المرورية فحدث ولا حرج، وغالبيتها تقع بين الشباب نتيجة السرعة والتهور في القيادة، وأيضا نتيجة سوء الخدمات المقدمة على الطرق السريعة، وسوء التخطيط، والارتجال والعشوائية في بعض الطرقات خاصة بين المدن والقرى المتناثرة، وإضافة إلى الخسائر البشرية التي تسببها الحوادث المرورية، هناك أيضا خسائر اقتصادية كبيرة تنتج عن هذه الحوادث، تبلغ تكلفة حوادث السير هذه في عالمنا العربي مليارات الدولارات، والتي عالمنا في أمس الحاجة إلى إنفاق هذه المليارات الطائلة على التنمية والخدمات الصحية والتعليمية، والبنية التحتية، بدلا من أن تذهب هذه الأموال نتيجة حوادث الطرقات. ولعل من أبرز أسباب ارتفاع حوادث السيارات، عدم التقيد بأنظمة المرور، والسرعة القصوى، والسير عكس الاتجاه، ومن الأسباب أيضا عدم إجراء الصيانة الدورية للطرق السريعة، وعدم وضع الإشارات الإرشادية والعلامات الضوئية، والفسفورية، وإنارة الطرق، وكثرة المطبات الصناعية المفاجئة، وظهرت مؤخراً مشكلة الحديث في "الجوال" أثناء القيادة، وقد تسبب الجوال في الحوادث المرورية على الطرقات، ولكن على أرض الواقع الحوادث المرورية في ازدياد، والوفيات في ازدياد، وهدر الأموال في ازدياد، وضعف الوعي، وضعف التأهيل، وأزمة الأخلاق بين السائقين على الطرقات، وضعف الرقابة على الطرقات السريعة، وتهالك الطرق. باختصار إن موضوع السلامة لا يحتل الأهمية المطلوبة في مجتمعنا، وبالتالي تتفاقم الحوادث المرورية في بلادنا.. وحوادث السيارات هي موت وخراب ديار.. والعياذ بالله!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي