الصناعات التحويلية تحتاج إلى مقومات لجعلها منتجاً نهائياً محلياً
شدد صناعيون على أهمية تنوع الصناعات وتعزيز التكامل الصناعي ووجود تحالفات، والمضي قدما في إنشاء صناعات تحويلية؛ لأن الوقت قد حان لذلك بدلا من تصدير المنتجات الأساسية للخارج، وبالتالي تعود في منتج نهائي رديء إلى السوق المحلية، إلا أنهم أكدوا أن ذلك يلزم مقومات وعوامل نجاح لهذه الصناعات في المملكة وتهيئة المناخ المناسب لها من بنى تحتية وتجهيزات ومعرفة بما سيصنع وحاجة السوق المحلية والخارجية.
يقول المهندس علي الغامدي نائب العضو المنتدب في شركة تنمية، إن مستقبل الصناعات التحويلية في السعودية، واعد خاصة بعد الخطوات المتخذة من قبل الصناعيين والمهتمين بهذا الأمر وبعد التحالفات التي حصلت لإقامة صناعات تحويلية، كما هو المجمع العملاق للبلاستيك في الجبيل بتعاون الهيئة الملكية وصدارة وشركات أخرى.
وأضاف: أن هناك دورا كبيرا على المهتمين بهذه الصناعات يتمثل في تطوير التقنيات والتكنولوجيا والتركيز أيضا على العمل البحثي وعمل موازنة بين حاجة السوق وما ينتج، وكذلك معرفة ما ينتج في الخارج والقدرة على المنافسة الخارجية والمحلية ودعم هذه الصناعات للمشاريع الصغيرة وقبل كل ذلك الجودة في المخرجات النهائية.
من جهته، أوضح فهد الذكير رئيس شركة يوني كويل، أن مستقبل السعودية الاقتصادي يعتمد على خلق البيئة المناسبة لازدهار الأنشطة الصناعية، ومنها الصناعات التحويلية ومن وجهة نظري تم في الجبيل توفير هذه البيئة والمناخ المناسب ودعمه من الجهات المختلفة كما أن تأسيس اقتصاد يعتمد على الابتكار هو هدف التنمية الاقتصادية للمملكة من خلال التنوع، وإن كنا نفكر في إنتاج صناعي تحويلي، فهذا المطلب كان الصناعيون يطالبون به منذ سنوات، ولكن للأسف ظللنا نسوق البولميرات المادة الأساسية للصناعات التحويلية إلى الخارج وتعود إلينا في منتجات نهائية رديئة. وأضاف: يجب أن نعمل بجد وبخطط مدروسة وأن ننظر إلى حاجة السوق المحلية والخارجية من المنتجات النهائية، كما تقوم شركة سابك، وهي عملاق الصناعات السعودية بحملة متواصلة وأخذ زمام المبادرة لإيصال الرسالة حول أهمية منتجات الشركة السعودية للصناعات الأساسية ''سابك'' ورؤيتها للفرص الملائمة لدعم ومشاركة الصناعات التحويلية يجب أن تقدم كل الأطراف المهتمة بالصناعات التحويلية وتعزز القدرات التنافسية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، لتلعب دوراً ضمن مخرجات الصناعات التحويلية، حيث يستهلك ما مقداره 27 في المائة من إنتاج ''سابك'' من البوليمرات في المملكة، فيما تصدر النسبة الباقية إلى مختلف أسواق العالم.
في حين، أكد المهندس مزيد الخالدي رئيس فرع الهيئة السعودية للمهندسين في الجبيل، أن الوضع الحالي للصناعات التحويلية لا يرقى للطموح ويحتاج إلى عملية مراجعة شاملة للخطط الاستراتيجية، لضمان شمولية التنفيذ مع التأكيد على وضع آلية فاعلة للتنفيذ، من أجل ضمان الاستمرار مع مراجعة دقيقة لمدى التقدم في تنفيذ الخطط الاستراتيجية، وجعل التقارير والنتائج متوافرة للمجتمع ليتسنى التقييم والتعديل حسب الحاجة والتركيز على الاستفادة من الدول التي سبقتنا في هذا المجال، خاصة أن لدينا في السعودية القدرات، لذلك فنحن نملك المواد الخام التي نصدرها بوفرة، وسوقنا أولى بها، كما يجب أن تضمن خططنا زيادة الوعي عن ماهية الصناعات التحويلية، فهناك من لا يعرف سوى البلاستيك وهو مفهوم خاطئ لأن الصناعات التحويلية تدخل في جوانب عدة من حياة البشر والمجتمعات، حيث مجالها أوسع، حيث تشمل صناعة مجالات عدة مثل الأصباغ، الحديد والمعادن والمنسوجات والأواني والخشب وكل شيء يتحول من المنتج الأساسي هو تحويلي.
وكان عبد العزيز العقيل الأمين العام لمنظمة الخليج للاستشارات الصناعية ''جويك'' بين أن عدد المصانع العاملة في قطاع الصناعة التحويلية في السعودية زاد بنسبة 50 في المائة، مرتفعاً من 3118 مصنعاً عام 2000 إلى 4663 مصنعاً عام 2010 شكلت نحو 36 في المائة من إجمالي عدد المصانع في دول مجلس التعاون، أما الاستثمارات الموظفة في هذا القطاع، فقد ازدادت بنسبة 91.5 في المائة، مرتفعة من نحو 59 مليار دولار عام 2000 لتصل إلى نحو 113 مليار دولار عام 2010، مثلت 51.5 في المائة من إجمالي الاستثمارات الصناعية في دول المجلس.